مجزرة الغذاء في غزة: إطلاق نار وفوضى وشهداء في مركز توزيع المساعدات

في مشهد يعكس عمق الكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، استشهد أربعة فلسطينيين، بينهم اثنان برصاص حي، وأُصيب ما لا يقل عن 48 آخرين، معظمهم بطلقات نارية، نتيجة إطلاق قوات الجيش الإسرائيلي النار على حشود من المدنيين تجمعوا في مركز لتوزيع المساعدات الغذائية جنوب القطاع.

مجزرة الغذاء في غزة: إطلاق نار وفوضى وشهداء في مركز توزيع المساعدات
مجزرة الغذاء في غزة: إطلاق نار وفوضى وشهداء في مركز توزيع المساعدات

حدثت الواقعة، التي أثارت موجة تنديد دولي، عندما فقدت مؤسسة “غزة هيومايتريان فاونديشن” المدعومة من واشنطن السيطرة على نقطة توزيع أنشأتها حديثًا بتنسيق مع الجانب الإسرائيلي، وبحسب شهود عيان، أطلقت القوات الإسرائيلية النار بعد اقتحام آلاف الجوعى لسياج المركز، في مشهد شهد تدافعًا وذعرًا بين النساء والأطفال.

وذكرت مصادر طبية أن الحادث أدى إلى استشهاد مدني واحد على الأقل وإصابة العشرات، حيث أكد الهلال الأحمر وجود إصابات بطلقات نارية بين الأطفال والنساء، وعُثر على جثتين داخل مستودع برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، توفي صاحباها دهسًا تحت الأقدام.

صمت رسمي وتشكيك في الرواية الإسرائيلية

ورغم تأكيد الجيش الإسرائيلي على إطلاق “طلقات تحذيرية” فقط، نفت “مؤسسة غزة الإنسانية” – المعتمدة إسرائيليًا لتجاوز قنوات الأمم المتحدة – أي استخدام للذخيرة، مما أثار مزيدًا من الشكوك حول شفافية ما حدث.

إخفاق النظام الجديد

تتزايد التحذيرات من أن الآلية الجديدة لتوزيع المساعدات – التي اعتمدتها إسرائيل وواشنطن – أثبتت فشلها في أول اختبار ميداني، في ظل غياب الخبرات اللوجستية للمؤسسة الجديدة وعدم قدرتها على احتواء الحشود في ظل الحصار والإغلاق الكامل للمعابر.

وقال المفوض العام لـ”الأونروا”، فيليب لازاريني، إن النموذج الجديد “يشتت الأنظار عن الفظائع الجارية ويبدد الموارد”، مؤكدًا أن النظام القائم عبر الأمم المتحدة هو القادر فعليًا على تلبية احتياجات 2.3 مليون فلسطيني.

مجاعة تلوح في الأفق

في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي الذي بدأ منذ مارس، توقفت الأفران بسبب نفاد الغاز، وارتفعت أسعار الغذاء بشكل حاد، حيث ذكرت تقارير أممية أن نصف مليون شخص في غزة يواجهون خطر المجاعة، وأن أكثر من 71 ألف طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء تغذية حاد.

موقف بريطاني واضح

وفي جلسة لمجلس الأمن، دعا نائب المندوب البريطاني الدائم، جيمس كاريوكي، إسرائيل إلى السماح الفوري بدخول المساعدات، مؤكدًا أن المخطط الإسرائيلي للسيطرة على غزة وفرض التهجير القسري يشكل انتهاكًا للقانون الإنساني الدولي.

وسط هذا الانهيار الإنساني، يبقى المدنيون الفلسطينيون في غزة هم من يدفعون الثمن الأكبر، بينما تتحول المساعدات الغذائية – التي كان يفترض أن تنقذ الأرواح – إلى ساحة جديدة للموت والفوضى.