أكد المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، أن الدولة تولي اهتمامًا متزايدًا بأعمال الاستكشاف في مناطق متعددة تمتد من شمال إلى جنوب مصر، مشيرًا إلى أن جنوب البلاد “لم يتم فيه كل ما يمكن أن يتم بعد للتحقق من الموارد الموجودة”، وأوضح أن الوزارة بصدد تنفيذ مسح سيزمي جديد باستخدام أحدث التقنيات في هذه المنطقة، تمهيدًا لتسويق فرص استثمارية جديدة أمام الشركات العالمية المهتمة بالاستكشاف والتنقيب.

من نفس التصنيف: استقبال الحوالات الدولية الفورية عبر محفظة WE Pay
الاستثمار في مناطق أقل مخاطرة
وأضاف الوزير، في تصريحات صحفية، خلال مؤتمر صحفي نظمته الوزارة لمحرري شؤون البترول، أن رأس المال يميل إلى المناطق المستقرة جيولوجيًا وتكنولوجيًا، مما يجعل الحقول المنتجة والمتقدمة أكثر جذبًا لنوعية معينة من المستثمرين ذوي الخبرة والقدرة على مواجهة التحديات، وأوضح أن هناك مستثمرين ما زالوا يخشون التوجه إلى البحر المتوسط بسبب بعض الصعوبات الفنية أو البيانات غير المكتملة، بينما بدأت بعض المناطق الأخرى مثل خليج السويس تستعيد نشاطها مجددًا.
خليج السويس
وأشار وزير البترول إلى أن خليج السويس كان يصنف من المناطق المعقدة جيولوجيًا، وكانت نسب النجاح في الحفر فيه محدودة وغير مشجعة في السابق، لكنه أكد أن الأمور بدأت تتغير مؤخرًا بعد إجراء مسوحات سيزمية دقيقة ومعالجة البيانات الجيولوجية بأحدث البرامج، مما مكن شركة جابكو من تحديد مواقع الحفر المحتملة بدقة كبيرة، قائلًا: “نحن نشهد اليوم بداية جديدة لخليج السويس”
أباتشي نموذجًا في الصحراء الغربية
وضرب الوزير مثالًا بشركة أباتشي الأمريكية، التي فتحت آفاقًا جديدة في الصحراء الغربية من خلال استخدام تقنيات الحفر الأفقي، وهو أسلوب حفر معروف عالميًا منذ سنوات، لكن استخدامه في مصر خلال السنوات الأخيرة أظهر نتائج مبهرة، وقال: “التكنولوجيا التي طبقتها أباتشي ساهمت في رفع إنتاجية عدد كبير من الآبار وتحقيق أقصى استفادة من التكوينات الصخرية”
مقال مقترح: اجتماع رئيس جهاز دمياط الجديدة مع رئيس جمعية المستثمرين لدعم الصناعة والمستثمرين
التكنولوجيا عنصر حاسم في الاكتشافات الحديثة
وأكد كريم بدوي على أهمية التكنولوجيا الحديثة في دعم قطاع البترول، موضحًا أن المسح السيزمي ثلاثي الأبعاد وتحليل البيانات الرقمية لعب دورًا محوريًا في تحقيق عدد من الاكتشافات الكبرى في البحر المتوسط على يد شركات عالمية مثل إكسون موبيل وبي بي، وخاصة في مناطق واعدة مثل “الملك” و”الفيوم”، وأشار إلى أن استخدام التكنولوجيا المتقدمة أصبح اليوم ضرورة وليس رفاهية، وأن التكامل بين العنصر البشري والرقمي هو ما يصنع الفارق.
مسيرة استكشاف مستمرة وطموحة
وختم الوزير تصريحاته بالتأكيد على أن مسيرة الاستكشاف في مصر مستمرة ومهمة، مؤكدًا أن مصر تمتلك إمكانيات جيولوجية قوية وثروات بترولية وغازية واعدة، لكن هذه الإمكانيات تحتاج إلى بيئة استثمارية مشجعة ومستقرة قادرة على جذب مزيد من الشركات العالمية وتعزيز استدامة أعمال الحفر والإنتاج، وأضاف: “نحن نعمل على تعزيز التكامل بين البحث السيزمي والتقنيات المتطورة وأطر الاستثمار طويلة الأمد، لضمان تحقيق أعلى استفادة ممكنة من مواردنا الطبيعية، وتوفير الطاقة اللازمة لدفع عجلة التنمية الشاملة”