دعوة أوروبية للاعتراف بدولة فلسطين ومنحها العضوية الكاملة في الأمم المتحدة

في خطوة دبلوماسية تحمل دلالات رمزية وسياسية عميقة، أعلنت إسبانيا وأيرلندا وسلوفينيا والنرويج، من خلال بيان مشترك رسمي، اعترافها بدولة فلسطين، مؤكدين أن هذه الخطوة تعكس دعمًا عمليًا لتفعيل حل الدولتين، الذي يعد السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والدائم في منطقة الشرق الأوسط.

دعوة أوروبية للاعتراف بدولة فلسطين ومنحها العضوية الكاملة في الأمم المتحدة
دعوة أوروبية للاعتراف بدولة فلسطين ومنحها العضوية الكاملة في الأمم المتحدة

اعتراف رسمي ودعوة أممية

وجاء في البيان: “نؤكد أن الاعتراف بدولة فلسطين يمثل خطوة ضرورية نحو إرساء دعائم السلام والاستقرار، وهو يعكس التزامنا الراسخ بالقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة”

وأضافت الدول الأربع: “ندعو المجتمع الدولي، والأمم المتحدة على وجه الخصوص، إلى منح فلسطين العضوية الكاملة في المنظمة الدولية، باعتبار ذلك تطورًا منطقيًا بعد عقود من الحرمان السياسي”

دعم حل الدولتين

وشدد البيان على أن الاعتراف بفلسطين لا يتعارض مع دعم إسرائيل أو حقها في الأمن، بل يأتي “ضمن إطار دعمنا المتوازن لحل الدولتين، الذي يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة، تعيش جنبًا إلى جنب مع إسرائيل في سلام وأمن”.

رسالة إلى مجلس الأمن

ودعت الدول الأربع أعضاء مجلس الأمن الدولي إلى عدم تعطيل الإرادة الدولية، والقبول بعضوية فلسطين الكاملة، ما من شأنه أن يعزز جهود السلام ويوفر منبرًا قانونيًا للدولة الفلسطينية ضمن إطار النظام الدولي القائم.

سياق متوتر في المنطقة

يأتي هذا الإعلان في ظل استمرار التصعيد في قطاع غزة والضفة الغربية، ووسط انتقادات متزايدة من منظمات حقوق الإنسان بشأن السياسات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، من حصار وتجويع إلى تهجير قسري.

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد صوتت هذا الشهر لصالح قرار يدعو إلى إعادة النظر في عضوية فلسطين الكاملة، وسط دعم متزايد من دول أوروبا وأمريكا اللاتينية وآسيا، بينما تواصل الولايات المتحدة وإسرائيل معارضتهما للخطوة.

الأوضاع الإنسانية في غزة بلغت مستوى لا يُطاق

وكان رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، قد صرح بأن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة بلغت مستوى لا يُطاق، مشيرًا إلى أن المعاناة اليومية التي يعيشها الناس جراء الحرب باتت لا تُحتمل.

وأكد سانشيز أن إسبانيا لن تلتزم الصمت أمام ما وصفه بـ”المذبحة”، متعهّدًا بأن تواصل بلاده رفع صوتها في المحافل الدولية بقوة أكبر من أي وقت مضى من أجل إنهاء الحرب ووقف نزيف الدم الفلسطيني، مضيفًا أن ما يشهده العالم من مشاهد مأساوية في غزة يستوجب تحركًا دوليًا عاجلًا يتجاوز الإدانات، داعيًا إلى اتخاذ خطوات سياسية وإنسانية فاعلة لوقف إطلاق النار وضمان وصول المساعدات إلى المدنيين المحاصرين.