حرب سلاسل الإمداد تشتعل بعد قرار ترامب بوقف تصدير تكنولوجيا محركات الطائرات إلى الصين

في تصعيد جديد للصراع الاقتصادي بين أمريكا والصين، أوقفت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صادرات تكنولوجية حيوية إلى الصين تشمل محرّكات طائرات وأشباه موصلات ومواد كيميائية محددة، وتأتي هذه الخطوة ردًا على إجراءات مماثلة اتخذتها بكين ضد الولايات المتحدة، مما يهدد بسلسلة من التداعيات على الشركات الأمريكية والعالمية.

حرب سلاسل الإمداد تشتعل بعد قرار ترامب بوقف تصدير تكنولوجيا محركات الطائرات إلى الصين
حرب سلاسل الإمداد تشتعل بعد قرار ترامب بوقف تصدير تكنولوجيا محركات الطائرات إلى الصين

خطوة أمريكية انتقامية تلوح بحرب اقتصادية شاملة

أعلنت واشنطن تعليق تراخيص تسمح للشركات الأمريكية بتصدير منتجات تكنولوجية متطورة إلى الصين، بما في ذلك التراخيص المخصصة لشركة “كوماك” الصينية الحكومية، المسؤولة عن تصنيع الطائرة “C919″، وتهدف هذه الإجراءات بشكل واضح للضغط على بكين، التي فرضت مؤخرًا قيودًا قاسية على صادرات المعادن النادرة والمواد المغناطيسية إلى الولايات المتحدة.

وكانت الصين قد أوقفت في أبريل الماضي صادرات حيوية من معادن أساسية تستخدم في صناعات السيارات والطائرات وأشباه الموصلات والقطاعات العسكرية، مبررةً خطوتها بتنظيم جديد للصادرات.

معركة تكنولوجية تُهدد سلاسل التوريد العالمية

التوتر المتصاعد بين الدولتين قد يُلقي بظلال قاتمة على قطاعات رئيسية تعتمد على تكنولوجيا ومكونات أجنبية، خصوصًا في صناعات الطيران والسيارات ذاتية القيادة وأشباه الموصلات، ويرى خبراء أن استمرار هذه المواجهة قد يدفع الشركات العالمية لإعادة التفكير جذريًا في استراتيجيات التوريد والاعتماد على الموردين.

وتؤكد مصادر مطلعة أن تأثيرات الإجراءات الأمريكية لن تقتصر على الصين وحدها، بل ستمتد لتشمل الشركات الأمريكية الكبرى، مثل “جنرال إلكتريك إيروسبيس” التي توفر المحركات للطائرات الصينية، وكذلك الشركات الأوروبية التي تُورّد مكونات هامة للطائرة الصينية الجديدة.

الصين تعيد النظر في استراتيجياتها التكنولوجية

رغم أن الصين أعادت مؤخرًا بعض شحنات المواد المغناطيسية النادرة إلى الأسواق العالمية، فإن الكميات كانت محدودة جدًا، ما زاد من قلق الشركات الأمريكية بشأن مستقبل إمداداتها، كما أن الصين ما تزال بعيدةً عن تحقيق الاكتفاء الذاتي في صناعة الطيران، خاصةً في مجالات المحركات وأشباه الموصلات الدقيقة، ما يجعلها تستمر في الاعتماد على موردين غربيين مثل “بوينج” و”إيرباص”.

في غضون ذلك، كانت صحيفة “فايننشال تايمز” قد كشفت في وقت سابق عن قيود أمريكية جديدة على تصدير برامج تصميم الرقائق الإلكترونية إلى الصين، ما يشير إلى توسع رقعة المواجهة التكنولوجية بين البلدين.