علم الترميم هو أكثر من مجرد وظيفة، إنه شغف ودقة متناهية، يمارسها الأثريون لإعادة الحياة للقطع الأثرية، إنه مجال يتطلب تخصصًا عميقًا وبحثًا دقيقًا، حيث يمكن لأي خطأ يرتكبه المرمم أن يغير مجرى التاريخ، وهذا ليس مبالغة.

اقرأ كمان: أحمد موسى يهنئ الشعب المصري بعيد الأضحى المبارك ويقول “عاشت بلادي”
قسم الترميم: لمسة إبداعية تكشف السحر
في خطوة مبتكرة، أظهر المتحف القومي للحضارة المصرية جهود قسم الترميم بطريقة أبهرت الزوار، حيث عُرضت القطع الأثرية في حالتها قبل وبعد الترميم، مما أثار دهشة الكثيرين الذين اعتقدوا أن هذه القطع قد اكتشفت سليمة ولم يمسسها أي عمل ترميمي.
حصلت خبر صحعلى صور توثق مراحل الترميم، واخترنا منها مجموعة مميزة من عمل المرممة رحاب جلال، حيث نجحت بمهارة فائقة في إعادة الجزء الـ 15 من مصحف كريم إلى حالته الأصلية، وقد تمكنت ببراعة شديدة من العناية بالمخطوط، والذي يعتبر ترميمه من أعقد العمليات الأثرية نظرًا لحالته الهشة.
من نفس التصنيف: «مدينة كاملة»… نكشف أسرار اكتشاف أسيوط الأثري وأسماء أبطاله
“أيادي تصنع الخلود”: تكريم لأطباء الحضارة
احتفالًا بجهود المرممين، أعلن المتحف القومي للحضارة المصرية عن معرضه الأثري المؤقت تحت عنوان “أيادي تصنع الخلود”، والذي يشيد بـ”أطباء الحضارة” الذين يحمون تراث مصر الممتد لآلاف السنين، حيث يعرض المتحف مجموعة مختارة من الكنوز الأثرية، تتضمن قطعة فريدة تُعرض لأول مرة، ويكشف الجانب الخفي من العمل المتحفي، مسلطًا الضوء على الحرفية والدقة التي يتمتع بها المرممون.
يقع المعرض داخل قاعة النسيج المصري، وهو بمثابة احتفاء بخبراء الترميم من مختلف التخصصات في المتحف، الذين يعملون بجد على صون كل قطعة أثرية وإعادة الحياة لتفاصيل نادرة كادت أن تُنسى، “أيادي تصنع الخلود” ليس مجرد معرض، بل هو رسالة تقدير وعرفان لكل يد أعادت للماضي صوته وللحضارة مجدها.
المتحف القومي للحضارة المصرية: رحلة عبر الزمن
يقع المتحف القومي للحضارة المصرية في مدينة الفسطاط بالقاهرة، ويمتد على مساحة 33.5 فدان، ويستوعب المتحف ما يصل إلى 50 ألف قطعة أثرية تحكي قصة تطور الحضارة المصرية، بالإضافة إلى عرض لإنجازات الإنسان المصري في مختلف مجالات الحياة، منذ فجر التاريخ وحتى يومنا هذا، يضم المتحف نماذج وصورًا فوتوغرافية ومخطوطات ولوحات زيتية وتحفًا فنية وآثارًا من العصور المختلفة، بما في ذلك العصر الحجري، والمصري القديم، واليوناني الروماني، والقبطي، والإسلامي، وحضارة السودان، والعصر الحديث، ويتميز موقع المتحف بإطلالته على بحيرة طبيعية ساحرة، وهي بحيرة عين الصيرة.