فرنسا تستثمر 1.7 مليار دولار في تجديد قاعدة جوية نووية

في ظل تصاعد التوترات الأمنية في أوروبا، بدأت فرنسا في تحديث قاعدة جوية تقع في تلال نائية شرق البلاد، بتكلفة تصل إلى 1.7 مليار دولار، بهدف استيعاب قاذفات نووية.

فرنسا تستثمر 1.7 مليار دولار في تجديد قاعدة جوية نووية
فرنسا تستثمر 1.7 مليار دولار في تجديد قاعدة جوية نووية

ستستغرق أعمال التجديد عقدًا من الزمن، ولكن اعتبارًا من عام 2035، ستتوسع قاعدة لوكسوي-سان سوفور، لتضم جيلًا جديدًا من الصواريخ فرط الصوتية، والتي ستحملها 50 طائرة مقاتلة فرنسية من طراز رافال.

أول قاعدة تستقبل أحدث طائرات رافال وصواريخ

أعلن الرئيس إيمانويل ماكرون عن تفاصيل القاعدة في مارس، في اليوم الذي شهد مناقشات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول حرب أوكرانيا، حيث ستكون هذه القاعدة الأولى التي تستقبل أحدث طائرات رافال وصواريخ جو-أرض الفرنسية ASN4G القادرة على حمل رؤوس نووية.

ستصبح لوكسوي رابع قاعدة في فرنسا، لكنها الأحدث، القادرة على تخزين الأسلحة النووية، حيث تحتوي القاعدة حاليًا على حوالي 20 طائرة ميراج-2000، التي توقفت عن الإنتاج.

تعود حظائر القاعدة، التي تتخذ شكل مثلث، إلى عام 1952، وفقًا للعقيد إيمانويل رو قائد القاعدة، الذي أشار إلى أنه شهد صورًا للرئيس شارل ديغول هناك عام 1962، وأكد أن الحظائر “مستخدمة بشكل جيد”، مازحًا بقوله “كان الأمر نفسه”.

ستُزال الحظائر نظرًا لعدم اتساعها لطائرات رافال، حيث أوضح العقيد أن “سيتعين علينا إعادة تصميم كل شيء للبنية التحتية”.

كما أن طائرة رافال أثقل من الميراج، مما يستدعي جعل مدرج لوكسويل أطول وأكثر متانة.

الردع النووي

مع توفير حماية إضافية للقواعد النووية، أكد العقيد، مُشبهًا عمله بـ “بناء كاتدرائية”، أن “سيتعين علينا تعزيز الإجراءات الأمنية والبنية التحتية بأكملها لنُصبح على مستوى التوقعات”.

قال رو: “أمامنا عشر سنوات لبناء أفضل قاعدة في فرنسا بطائرات غير موجودة (حتى الآن)، وسلاح نووي غير موجود، وفنيين لم يلتحقوا بالتدريب بعد”

أضاف أنه سيتم إغلاق لوكسوي بين عامي 2029 و2032 لإجراء الأعمال الرئيسية، وللوصول إلى أولى طائرات رافال.

سيكون عدد الطيارين أربعة أضعاف العدد الحالي، حيث تحتوي رافال على طاقمين، وسيرتفع عدد الفنيين من 300 حاليًا إلى 1000 فني بحلول الوقت الذي تصبح فيه القاعدة الجديدة جاهزة للعمل بكامل طاقتها.

قال رو: “اللوجستيات هي التي تكسب الحرب”، مشددًا على أهمية السرعة في تجهيز الطائرات لدورات أسرع بين الرحلات، وأشار إلى أن محرك رافال يمكن تغييره في ساعة واحدة، ومقعد القذف في 15 دقيقة

كما أفاد طيارون في القاعدة، لم يُكشف عن أسمائهم، بأنهم مستعدون لحمل أسلحة نووية، حيث قال أحدهم: “إنه سلاح الملاذ الأخير، لكنني أعتقد أننا جميعًا مستعدون لاستخدامه لحماية أحبائنا ووطننا”

تقع مدينة لوكسوي بالقرب من حدود فرنسا مع ألمانيا وسويسرا ولوكسمبورغ وبلجيكا، مما يضيف بُعدًا استراتيجيًا لموقعها.

تصاعد الغزو الروسي

صرّح ماكرون بأنه مع تصاعد الغزو الروسي لأوكرانيا وزيادة المخاوف في بقية أوروبا، فإن فرنسا مستعدة لبدء مناقشة إمكانية نشر طائرات فرنسية مسلحة نوويًا مع دول أوروبية أخرى.

قال ماكرون في مقابلة تلفزيونية هذا الشهر: “سأحدد الإطار بشكل دقيق للغاية في الأسابيع والأشهر المقبلة”

وقد أدانت روسيا بالفعل تصريحاته، حيث قال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف: “إن انتشار الأسلحة النووية في القارة الأوروبية لن يضيف أي أمان أو قدرة على التنبؤ أو استقرار إلى القارة الأوروبية”