وزير الخارجية الإيراني يؤكد أهمية موقع السعودية في سياسة الجوار الإيرانية

أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن تعزيز العلاقات الثنائية مع المملكة العربية السعودية أصبح أولوية قصوى، مشيرًا إلى أن التطورات الإقليمية والدولية الأخيرة تفرض ضرورة تكثيف الجهود لضمان استمرارية هذه العلاقات وتحصينها ضد أي توتر.

وزير الخارجية الإيراني يؤكد أهمية موقع السعودية في سياسة الجوار الإيرانية
وزير الخارجية الإيراني يؤكد أهمية موقع السعودية في سياسة الجوار الإيرانية

وفي تصريحات صحفية أدلى بها يوم الأربعاء، أوضح عراقجي أن إيران حريصة على ضمان سير الأمور دون أي عراقيل، مضيفًا: “أنا على تواصل دائم مع بعثة المرشد الأعلى وهيئة الحج والزيارة، لمتابعة الترتيبات والتأكد من عدم حدوث أي خلل في إرسال الحجاج الإيرانيين”

سياسة الانفتاح على دول الجوار

وشدد الوزير الإيراني على أن سياسة الانفتاح على دول الجوار تُعد من أولويات السياسة الخارجية لطهران، موضحًا أن السعودية “تحتل موقعًا محوريًا في هذه الاستراتيجية”.

وأضاف عراقجي: “نحن جادون تمامًا في بناء علاقات مستقرة وأخوية مع المملكة العربية السعودية، وننظر إلى التعاون بين البلدين كعامل استقرار مهم في المنطقة”

تطلعات لتعزيز التعاون الثنائي

وفي سياق متصل، أفادت مصادر دبلوماسية إيرانية بأن لقاءات رفيعة المستوى بين مسؤولي البلدين قد تكون قيد التحضير، بهدف مناقشة ملفات ثنائية وإقليمية، وعلى رأسها الأمن البحري والطاقة والتعاون في قضايا الحج.

وأشار مراقبون إلى أن استئناف العلاقات بين الرياض وطهران في مارس 2023 برعاية صينية، شكّل نقطة تحوّل إقليمية مهمة، وسط تصاعد التوترات في المنطقة، مما جعل التنسيق بين البلدين ضروريًا لاحتواء الأزمات.

الحج مساحة للتفاهم

من جانبه، أشار عراقجي إلى أن موسم الحج يجب أن يبقى خارج التجاذبات السياسية، معتبراً أن هذه الشعيرة تمثل “مساحة للتقارب والتفاهم بين الشعوب الإسلامية”، وقال: “لن نسمح بأن يؤثر أي خلاف سياسي على هذه المناسبة الدينية التي تحظى بمكانة خاصة لدى الشعب الإيراني”

وتأتي هذه التصريحات في وقت تترقب فيه العواصم الإقليمية والدولية مدى صمود التقارب الإيراني-السعودي أمام التحديات المتصاعدة، لا سيما في ظل النزاعات المستمرة في غزة واليمن ولبنان.

ويرى محللون أن لغة الخطاب الإيراني الأخيرة تعكس رغبة حقيقية في تثبيت العلاقات مع الرياض، على قاعدة المصالح المشتركة والاستقرار الإقليمي، لا سيما فيما يتعلق بأمن الطاقة وخطوط الملاحة في الخليج.