في كل مرة يبدو فيها أن الأهلي يترنح، أو أن بطولته المفضلة توشك أن تفلت من بين يديه، يعود المارد الأحمر من الظلام إلى النور، ومن حافة الهاوية إلى قمة المجد، مدفوعًا بروح لا تلين، وشخصية لا تعرف الانكسار.

من نفس التصنيف: بيراميدز يطلب تأجيل مباراة سيراميكا بعد التعادل مع صن داونز
عبر تاريخه الطويل، خاض الأهلي الكثير من المعارك، بعضها كان يبدو خاسرًا بالمنطق، لكنه حُسم بروح الفانلة الحمراء التي لا تُقهر.
وفي موسم 2024-2025، أعاد الأهلي كتابة أحد أكثر الفصول درامية في تاريخه، فبعد أن تصدر بيراميدز جدول الدوري بفارق خمس نقاط، ورأى كثيرون أن البطولة تقترب من الفريق الأزرق السماوي، قرر الأهلي فجأة الانسحاب من لقاء القمة في بداية الدور الثاني، ليمنح خصومه ثلاث نقاط مجانية، ويوجه لنفسه ضربة في صميم المنافسة.
ورغم ذلك، وبهدوء العارف بقيمته، عاد الأهلي من بعيد، واستطاع خلال سبع جولات فقط قلب الطاولة على الجميع، مستغلًا تعثرات بيراميدز والزمالك، وعاد ليحسم اللقب قبل نهاية المسابقة، ويتوج بطلاً للدوري المصري للمرة الخامسة والأربعين في تاريخه، لم يكن الأمر سهلاً، بل كان أشبه بمغامرة محفوفة بالمخاطر، لكنها مغامرة لا يُجيدها سوى الأهلي.
لكن هذه العودة ليست الأولى في سجل الشجاعة الحمراء، ففي موسم 1995-1996، كتب الأهلي إحدى أشهر ملحماته، حين تعادل مع المنصورة يوم 19 أبريل، ليبتعد عن الزمالك المتصدر بفارق 6 نقاط قبل أمتار من خط النهاية، الكل توقع النهاية المأساوية، لكن الأهلي كان له رأي آخر، استعاد زمام الأمور وحقق سلسلة من الانتصارات، بينما تعثر الزمالك، ليُتوج الأحمر بالدوري في نهاية المطاف بفارق 4 نقاط، في واحدة من أكثر نهايات الدوري إثارة في القرن الماضي، وأطلقت جريدة الأهرام حينها عنوانها الخالد: “الجزيرة تأبى خروج الدرع.. روح الفانلة الحمراء تحسم الدوري في الأسابيع الأخيرة”
أما الملحمة الثانية فكانت في موسم 2018-2019، عندما بدأ الأهلي موسمه بتعثرات قاسية، خسر خلالها 10 نقاط في أول 7 جولات، وتلقى ضربتين موجعتين بخسارة نهائي دوري أبطال إفريقيا أمام الترجي، وتوديع البطولة العربية أمام الوصل الإماراتي، لتزداد الأمور تعقيدًا بإقالة كارتيرون وإصابات بالجملة، حتى هبط الأهلي للمركز الأخير في منتصف الموسم، بفارق تجاوز 20 نقطة عن الزمالك المتصدر.
لكن الأهلي، الذي لا يرضى بأن يكون في الظل، عاد من بعيد مرة أخرى، بتعيين مارتن لاسارتي مديرًا فنيًا، وصفقات مؤثرة مثل حسين الشحات ورمضان صبحي، وسلسلة من النتائج الإيجابية، وفي الأمتار الأخيرة، استغل سقوط الزمالك، وتفوق على بيراميدز، ليُتوج باللقب الأصعب في تاريخه، حسب وصف كثيرين، بعدما استعاد القمة بفارق مريح.
ممكن يعجبك: الأهلي ياسادة .. إبراهيم فايق يهنئ المارد الأحمر بمناسبة حسم لقب الدوري
هكذا هو الأهلي، لا يعرف المستحيل، ويحول كل كبوة إلى قفزة، وكل أزمة إلى ملحمة، وكل لقب مفقود إلى رواية جديدة من روايات العودة التي لا تنتهي، ففي كل مرة يُظن أنه انتهى، يعود أقوى، ويكتب فصلاً جديدًا في كتاب البطولة.