لافروف يعتبر الغارات الإسرائيلية على غزة “عقاباً جماعياً”

وجه وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف انتقادات شديدة لإسرائيل بسبب غاراتها الجوية المتواصلة على قطاع غزة، حيث وصفها بأنها تمثل “عقابًا جماعيًا بحق المدنيين”، في واحدة من أقوى التصريحات الصادرة عن موسكو تجاه إسرائيل منذ بداية التصعيد العسكري.

لافروف يعتبر الغارات الإسرائيلية على غزة “عقاباً جماعياً”
لافروف يعتبر الغارات الإسرائيلية على غزة “عقاباً جماعياً”

وخلال مشاركته في منتدى إقليمي، عبّر لافروف عن صدمته من حجم الدمار في غزة، مشيرًا إلى أن “ما يحدث في غزة أمرٌ لا يمكن فهمه أو وصفه”.

كما أضاف أن “الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل ردًا على هجوم السابع من أكتوبر تُعد عقابًا جماعيًا يُمارس ضد السكان المدنيين”.

لافروف ينتقد الغارات الإسرائيلية

لافروف ينتقد الغارات الإسرائيلية

يأتي هذا التصريح في وقت كثف فيه الجيش الإسرائيلي عملياته في غزة، ضمن ما وصفه بمحاولة جديدة لتصفية حركة حماس، التي نفذت الهجوم المفاجئ على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، وهو الهجوم الذي أشعل واحدة من أعنف جولات الصراع بين الطرفين.

تقليديًا، تُعرف العلاقات بين روسيا وإسرائيل بأنها ودية، حيث يشكل المتحدثون باللغة الروسية نسبة تُقدّر بخُمس سكان إسرائيل، مما يمنح موسكو نفوذًا ثقافيًا واجتماعيًا داخل الدولة العبرية.

على مدار السنوات الماضية، انتهجت روسيا سياسة متوازنة في الشرق الأوسط، تسعى من خلالها للحفاظ على علاقات إيجابية مع مختلف القوى الفاعلة في المنطقة.

تُعتبر سوريا إحدى أبرز ساحات التنسيق بين موسكو وتل أبيب، حيث تعمل الدولتان على تنسيق عملياتهما العسكرية بشكل وثيق لتفادي التصادم، خاصة في ظل تواجد القوات الروسية والإيرانية داخل الأراضي السورية، واستهداف إسرائيل المتكرر لمواقع تابعة لإيران هناك.

لافروف ينتقد الغارات الإسرائيلية

العقوبات الغربية المفروضة على روسيا

رغم أن إسرائيل امتنعت عن الانضمام إلى العقوبات الغربية المفروضة على روسيا بسبب غزو أوكرانيا، وحرصت على عدم انتقاد موسكو بشكل علني، إلا أن مواقف روسيا الخارجية آخذة في الميل نحو الدعم العلني للقضايا العربية، في محاولة لتعزيز نفوذها الإقليمي خلال فترة النزاع مع الغرب.

في هذا السياق، أقامت روسيا علاقات أوثق مع العديد من الدول العربية، سواء على الصعيدين الدبلوماسي أو التجاري، وتسعى للعب دور أكثر حضورًا في ملفات الشرق الأوسط الحساسة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

واختتم لافروف تصريحاته بالقول: “نحن، إلى جانب أصدقائنا في العالم العربي والغالبية الساحقة من دول المجتمع الدولي، نُصر على ضرورة وقف إراقة الدماء فورًا، ووقف العمليات العسكرية التي لا تسهم سوى في تفاقم المأساة الإنسانية”