أطلقت جماعات ماركسية ومؤيدة للقضية الفلسطينية حملة تضامن مع “إلياس رودريغيز” تطالب بالإفراج عنه، بعد مرور أسبوع على مقتل موظفي السفارة في واشنطن العاصمة، يارون ليشينسكي وسارة ميلغرام.

مواضيع مشابهة: هجوم قوي يتيح للقوات الروسية السيطرة على ثلاث بلدات في شرق أوكرانيا
ووصفت الجماعة ما قام به بأنه “عمل مقاومة مشروع” ضد ما أسمته “الدولة الصهيونية وحملتها الإبادة الجماعية في غزة”.
«أطلقوا سراح رودريغيز»
وكانت منظمة “وحدة الحقول” (التي كانت تُعرف سابقًا باسم “فلسطين أكشن يو إس”) في طليعة هذه الحملة، حيث أعلنت يوم الاثنين عن تشكيل “لجنة تنظيمية لإطلاق سراح إلياس رودريغيز”، بمشاركة 28 مجموعة أخرى تدعم القضية الفلسطينية أو تتبنى الفكر الماركسي.
ومن بين هذه الجماعات: شبكة أخبار فلسطين (PNN)، جبهة التحرير المتحدة لفلسطين، شبكة العمل الصينية للتضامن مع فلسطين، تجمع تحرير الحركة الاشتراكية الديمقراطية الأمريكية (DSA)، ائتلاف برونكس المناهض للحرب، وشبكة شباب وطلاب طريق التحرير
في بيانها، وصفت الحملة الهجوم الذي نُفذ في 21 مايو بأنه رد مشروع، وقالت: “لقد حان الوقت لعواقب حقيقية؛ لم يتركوا خيارًا آخر”
وأكدت أن الموظفين الإسرائيليين المستهدفين في السفارة كانوا، حسب تعبير البيان، “منخرطين بنشاط في تسهيل العنف الشامل في العالم من خلال خلق مساحات دبلوماسية لمواصلة وتوسيع هذا العنف”، مضيفة: “في هذا السياق، فإن العملية التي نفذها إلياس رودريغيز… كانت إعلانًا بـ’كفى!’، وهذا العنف المضاد مشروع، إنه عدالة”
مقال مقترح: الاتحاد الأوروبي يحذر من أن التحالف الروسي الصيني يمثل أخطر تهديد أمني في عصرنا
«أطلقوا سراح رودريغيز»
“الواجب القانوني والأخلاقي للعمل لوقف الإبادة الجماعية”
واستند البيان إلى القانون الدولي في تبرير الهجوم، قائلًا إن ما قام به رودريغيز ينسجم مع “الواجب القانوني والأخلاقي للعمل لوقف الإبادة الجماعية، بما في ذلك استخدام العنف”، ورغم إقرار البيان بأن هذا الواجب عادةً ما يُنسب إلى الدول، إلا أنه أشار إلى أن تقاعسها يستوجب تدخل “جهات فاعلة غير حكومية”.
وأكدت الحملة أن ما فعله رودريغيز هو “مجرد قطرة في بحر العواقب” التي يجب أن تواجهها “الحركة الصهيونية وحاميها العسكري”، ودعت من وصفتهم بـ”معارضي الإمبريالية والصهيونية والإبادة الجماعية” إلى الالتفاف حول قضيته ودعمه، باعتبار أن الدفاع عنه هو أيضًا “دفاع عن شرعية المقاومة وضرورتها”.
وقال البيان إن الصمت إزاء اعتقال رودريغيز يعني التواطؤ مع ما وصفه بـ”نظام الإبادة الجماعية”، واختتم بالدعوة إلى إرسال رسائل دعم له، وتقديم مساعدات مالية، والمشاركة في جلسات محاكمته، و”رفع الأصوات”.
وقد عبر تجمع “تحرير” داخل منظمة الاشتراكيين الديمقراطيين في أمريكا – وهو تيار ماركسي لينيني ماوي – عن دعمه للحملة، مؤيدًا عريضة صادرة عن اتحاد فلوريدا جاء فيها: “أطلقوا سراح إلياس رودريغيز وجميع السجناء السياسيين”
«أطلقوا سراح رودريغيز»
منظمة الاشتراكيين الديمقراطيين
وفي الوقت الذي أصدرت فيه منظمة الاشتراكيين الديمقراطيين في أمريكا بيانًا يدين مقتل ليشينسكي وميلغرام، هاجمتها “وحدة الحقول” بإعادة نشر تغريدة تساءلت: “ماذا تعتقدون أن معنى إنهاء الاستعمار؟ هل هو أجواء؟ أوراق بحثية؟ مقالات؟”، في انتقاد لما اعتبرته انفصالًا عن الواقع العملي
كما طالبت “وحدة الحقول” المرشح لمنصب عمدة المدينة المدعوم من منظمة الاشتراكيين الديمقراطيين، زهران ممداني، بالإشادة بتجمع “تحرير” داخل الحزب لدعمه ما وصفوه بـ”العمل العادل” الذي نفذه رودريغيز، معتبرة أنه “أكثر ما قدمه أي شخص في هذا البلد من أجل فلسطين”.
من جانبها، نشرت شارلوت كيتس، المؤسسة المشاركة لمنظمة “صامدون”، سلسلة من التغريدات تدافع فيها عن رودريغيز، ووصفت الضحيتين بأنهما “أهداف مشروعة”.
وقالت إن موظفي السفارات الإسرائيلية هم “أقرب ما يكونون إلى جنود الاحتلال في معظم الدول”، معتبرة أن السفارات الصهيونية “بؤر استيطانية نشطة للكيان المرتكب للإبادة الجماعية”.
وهاجمت كيتس الرواية التي تصف الضحايا بـ”الأبرياء”، معتبرة ذلك “تطبيعًا للإبادة الجماعية”، ووصفت يارون ليشينسكي بأنه “مسيحي ألماني خدم في جيش الاحتلال وشارك في ترويج الإبادة الجماعية”، وأرفقت تغريدات سابقة له يُشيد فيها بالجيش الإسرائيلي.
وأكدت في تغريداتها أن “الاحتلال ليس له حق في الوجود”، وأن “اغتيال القيادة السياسية والعسكرية لشعب تحت الاحتلال أمر مشروع تمامًا”.
الجماعات المصنفة إرهابية
الجدير بالذكر أن منظمة “صامدون” محظورة في كل من الولايات المتحدة وكندا منذ أكتوبر 2024، بسبب ارتباطها بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وتُتهم بالعمل كـ”جمعية خيرية وهمية” تخدم أهدافًا إرهابية.
كما أثيرت اتهامات ضد جماعات أخرى من بين الموقّعين على الحملة بدعم الإرهاب، ففي سبتمبر 2024، رفع ائتلاف برونكس المناهض للحرب في مظاهرة مناهضة لإسرائيل في نيويورك لافتات تحمل أعلامًا لكتائب عز الدين القسام، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الجهاد الإسلامي، وكتائب شهداء الأقصى.