انتهت الانتخابات العامة في مطلع هذا الشهر دون أن تُصدر السلطات أي أوامر تصحيحية بموجب قانون مكافحة الأخبار الكاذبة، ولكن حادثة جديدة تتعلق بتحريف تصريحات إحدى المرشحات خلال حملتها الانتخابية أعادت النقاش حول كيفية تطبيق قانون المعلومات المضللة في البلاد.

شوف كمان: ماكرون يعلن عن دعم فرنسا لحل الدولتين في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني
من نفس التصنيف: مراكز تسليم المساعدات في غزة.. مخاطر تودي بحياة الجائعين
قانون الأخبار الكاذبة في سنغافورة
يُعتبر قانون الحماية من الأكاذيب والتلاعب عبر الإنترنت، المعروف اختصارًا بـ”بوفما” (POFMA)، الذي صدر عام 2019، ومشروع قانون الإعلانات الانتخابية الذي دخل حيز التنفيذ بالتزامن مع انتخابات 3 مايو، يهدفان إلى التصدي للمعلومات المضللة والمحتوى المتلاعب به رقميًا في سنغافورة.
قانون الأخبار الكاذبة في سنغافورة
ويمنح قانون “بوفما” الوزراء أو من يُنيبونهم خلال فترة الانتخابات العامة صلاحية إصدار توجيهات للأفراد لنشر إشعارات تصحيح عبر الإنترنت، إذا ما تبيّن أن هناك معلومات كاذبة أو مضللة تم تداولها، بشرط أن يكون ذلك في “المصلحة العامة”.
لكن محللين تحدثوا إلى موقع This Week in Asia أوضحوا أن مصطلح “المصلحة العامة” كما يرد في القانون يُقيّد نطاق تطبيقه، حيث لا يشمل جميع أنواع المعلومات المضللة، وهذا يعني أن غياب الأوامر التصحيحية خلال فترة الحملة الانتخابية التي استمرت تسعة أيام لا يُعد دليلاً قاطعًا على خلوها من الأخبار الكاذبة.
واقعة تتعلق بتحريف تصريحات لمرشحة حزب العمال المعارض
ومن الأمثلة البارزة على المعلومات المضللة التي لم تتدخل السلطات بشأنها، بل تم الكشف عنها من قبل جهات غير حكومية، واقعة تتعلق بتحريف تصريحات لمرشحة حزب العمال المعارض، سيتي علياء عبد الرحيم مطر، نُشرت على صفحة “سنغافورة ماترز” المؤيدة للمؤسسة الحاكمة على فيسبوك.
الصفحة نشرت صورة لعلياء مرفقة باقتباس نُسب إليها، جاء فيه: “الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أهم من قضايا لقمة العيش”، وهو ما تم اعتباره اقتباسًا مضللًا ومجتزأً من سياقه، وقد حُذف المنشور في 20 مايو عقب “مراجعة داخلية” بعد أن أبلغت إدارة فيسبوك عن عدم دقته
وفي خطبة ألقتها علياء خلال تجمع انتخابي بتاريخ 24 أبريل، أكدت أن المواطنين السنغافوريين يريدون التفاعل مع نوابهم لمناقشة قضاياهم المعيشية الأساسية، بالإضافة إلى مناقشة آثار بعض القوانين ومواقف الحكومة تجاه قضايا عالمية معينة، ولم تتضمن تصريحاتها أي تفضيل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني على القضايا المحلية كما أُشيع.
قانون الأخبار الكاذبة في سنغافورة
قانون “بوفما” أو القانون الجديد الخاص بالمحتوى
ورغم أن هذه الواقعة لم تؤدِ إلى تفعيل أي إجراء بموجب قانون “بوفما” أو القانون الجديد الخاص بالمحتوى المتلاعب به، فإن وكالة الأنباء الفرنسية “فرانس برس” نشرت تحقيقًا لتدقيق الحقائق حول الادعاء في 5 مايو، بعد إعلان نتائج الانتخابات، وقد فاز حزب العمل الشعبي الحاكم، بقيادة نائب رئيس الوزراء غان كيم يونغ، بنسبة 55.17% من الأصوات في دائرة بونغول.
وفي 18 مايو، نشر رئيس حزب العمال المعارض، بريتام سينغ، بيانًا على صفحته في فيسبوك، أشار فيه إلى أن صفحة “سنغافورة ماترز” تعرّضت لانتقادات من وسائل إعلام دولية بسبب نشرها معلومات مضللة خلال الحملة الانتخابية، كما اعتبر أن حذف الصفحة للمنشور كان بدافع الحفاظ على “مصلحتها الشخصية”.
وقال سينغ: “من الواضح أن الأجندة الحقيقية أو الدافع وراء ترويج الأكاذيب قبل يوم واحد فقط من ‘يوم التهدئة’، أي عشية الاقتراع، لم تكن خافية على أحد”