لم يكن مجرد بلاغ، حين تلقينا نداءً عبر جهاز اللاسلكي من غرفة عمليات إسعاف الشرقية، يُفيد بسقوط سيدة خمسينية في مياه الترعة أمام محكمة منيا القمح، أدركت أن كل ثانية ستصنع الفارق.

مقال مقترح: رئيس الرعاية الصحية يشدد على أهمية الحملات التوعوية المشتركة مع الاتحاد العربي
أنقال محمود خيري محمد، مسعف في هيئة إسعاف الشرقية في حديث خاص لـ نيوز روم: هذه مهنتي، لكن في تلك اللحظات، لم أكن مجرد موظف، كنت خط الدفاع الأول عن حياة إنسان
وتابع: انطلقنا بسيارة الإسعاف كود (1673)، برفقة زميلي فني القيادة تامر متولي محمد، يقود بثبات وخبرة، كان صوت الصافرات يخترق الزحام، كأننا نُسابق الزمن، نحمل على عاتقنا أملاً واحدًا، إنقاذ حياة
من نفس التصنيف: إزالة 41 حالة تعدٍ على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة في قنا
عندما وصلنا، كان المشهد مشحونًا بالتوتر والقلق، جسد السيدة مبلل وهامد، لا نبض، لا تنفُّس، كانت قد غرقت السيدة بمياه الترعة وتم إنقاذها من قِبل المواطنين.
التدريب والخبرة يتقدمان
وأضاف المسعف: تقدمت نحوها وقلبي يخفق، لكن عقلي في قمة التركيز، التدريب والخبرة يتقدمان، والخوف والتردد يتراجعان، بدأت فورًا الإنعاش القلبي الرئوي (CPR)، كل ضغطة كانت نداءً للحياة
وأشار قائلا: “انضم إليّ مشرف القطاع فرج محمد أحمد، يدٌ بيد، عملنا بتناغم، دورة إنعاش تلو الأخرى، والقلق يخيم، ولكننا لم نتوقف”
قال المسعف: رعشة خفيفة جدًا سرت في يدها بالكاد تُرى، لكنها كانت كل شيء، تحمسنا أكثر وضربات قلوبنا تتعالى، مع تمسكها بالحياة أنقذناها، وزادت عزيمتنا، نقلناها بحذر إلى سيارة الإسعاف، والرعاية استمرت، نتابع نبضها، تنفسها، كل لحظة لها ثمن
في مستشفى منيا القمح المركزي، سلّمناها للطاقم الطبي لاستكمال الإجراءات الطبية، شعور بالإرهاق، نعم، لكن الرضا غمرنا، لقد قمنا بواجبنا، ورأينا الحياة تعود في رعشة يد، هذه هي مهمتنا، هذا هو واجبنا في كل بلاغ، وفي كل سباق مع الزمن، نحمل الأمل ونزرعه، لنراه يُزهر في لحظة، أو في نبضة… أو في رعشة… تلك كانت كلمات المسعفين.