اتهمت هيئة الاستخبارات الخارجية الروسية (إس في آر)، يوم الخميس، شركات الدفاع الصربية بمحاولة “إطلاق النار على ظهر” موسكو من خلال تزويد أوكرانيا بالأسلحة، وذلك في سياق الصراع المسلح الذي تشهده البلاد مع روسيا منذ عام 2022.

مقال له علاقة: الكونغو الديمقراطية تسعى لتوقيع اتفاقية معادن مع واشنطن تتعلق بالسلام مع رواندا
جاء ذلك في بيان رسمي نشر على موقع الهيئة، حيث أكدت استمرار تسليم الذخائر إلى كييف رغم إعلان بلجراد الرسمي عن موقفها “الحيادي”.
شهادات مزورة
أشار البيان إلى أن هذه الشركات تلجأ إلى استخدام “شهادات مزورة” لإخفاء المستلم النهائي للأسلحة، مع تمريرها عبر دول ثالثة، من بينها أعضاء في حلف شمال الأطلسي مثل التشيك وبولندا وبلغاريا.
كما كشفت الاستخبارات عن طرق غير تقليدية لنقل الذخائر عبر حكومات في إفريقيا، معتبرة ذلك جزءًا من “أنشطة معادية لروسيا”.
قدر البيان حجم الأسلحة المرسلة من صربيا إلى أوكرانيا بحوالي 100 ألف قذيفة ومليون طلقة ذخيرة، دون تحديد تواريخ دقيقة.
وتحديدًا، اتهمت شركات مثل “يوغوإمبورت إس دي بي آر”، “زينيتبروم”، “روسيك”، “سوفاغ”، “ريير دي تي آر”، “سلوبودا” و”برفي بارتيزان” بالمشاركة في هذه العمليات التي تهدف إلى “قتل وتشويه” الجنود والمدنيين الروس.
انتقادًا نادرًا وحادًا
يُعتبر هذا الاتهام من هيئة روسية رسمية انتقادًا نادرًا وحادًا تجاه شركات صربية، في وقت تفخر فيه موسكو وبلغراد بعلاقتهما التاريخية التي تجمع الشعبين السلافيين.
ردًا على الاتهامات، أعلن الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، وهو من القادة الأوروبيين القلائل الذين حافظوا على تواصل وثيق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنه طرح هذه القضية خلال زيارته إلى موسكو في التاسع من مايو بمناسبة احتفالات النصر على ألمانيا النازية.
وأوضح فوتشيتش في تصريح للقناة الصربية العامة أنه تم إنشاء “مجموعة عمل” مشتركة مع الشركاء الروس للتحقق من الحقائق.
أكد فوتشيتش أهمية قطاع الصناعات الدفاعية الصربي الذي يوظف 24 ألف شخص، مع تعهده بمنع تنفيذ أي عقود إذا كانت هناك شكوك حول المستلم النهائي للأسلحة.
شوف كمان: ترامب وإيلون ماسك.. انتهاء علاقة مثيرة بين أقوى رجل في العالم وأغنى رجل فيه
ولم تؤكد بلجراد رسميًا توريد الأسلحة لأوكرانيا، كما لم تنفِ هذه الاتهامات التي تكررت على مدى الفترة الماضية.
يذكر أن فوتشيتش التقى بوتين في بداية مايو، وطلب منه استمرار توريد الغاز إلى صربيا بأسعار مخفضة، مما يعكس عمق العلاقات الاقتصادية والسياسية بين البلدين.
في ختام بيانها، وصفت هيئة الاستخبارات الخارجية الروسية صناعة الدفاع الصربية بأنها تستفيد من “دماء الشعوب السلافية الشقيقة”، مستذكرة الدعم الروسي التاريخي لبلغراد، لا سيما خلال تدخل حلف شمال الأطلسي في عام 1999، مما يعكس التوتر المتصاعد بين الحليفين التقليديين في ظل الحرب الأوكرانية.