في خطوة تصعيدية جديدة، أعلن تنظيم “داعش” يوم الخميس عن أول هجوم له ضد القوات الحكومية السورية الجديدة منذ سقوط الرئيس بشار الأسد، ويعكس هذا التصعيد استمرار نشاط التنظيم رغم الضغوط الأمنية المستمرة، وفقًا لما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان وموقع “سايت” المتخصص في تتبع تحركات الجماعات المتطرفة.

مقال له علاقة: ميدينسكي يقترح موعدًا جديدًا للمفاوضات ووقف إطلاق النار بين موسكو وكييف
هجوم “داعش”
ووفقًا للمرصد السوري، فقد تم تنفيذ الهجوم عبر تفجير لغم عن بعد استهدف دورية تابعة للفرقة 70 من الجيش السوري الجديد في ريف السويداء، مما أسفر عن مقتل مدني وإصابة ثلاثة من عناصر الفرقة، ويعتبر هذا الهجوم الأول من نوعه الذي يتبناه تنظيم داعش ضد هذه القوات، التي تُعد جزءًا من التشكيلات الجديدة التي تسعى الحكومة السورية من خلالها لاستعادة السيطرة على المناطق المتنوعة في البلاد.
الأوضاع الأمنية في سوريا هشّة
تأتي هذه التطورات في وقت لا تزال فيه الأوضاع الأمنية في سوريا تعاني من الهشاشة، خاصة في مناطق الجنوب والبادية التي تشهد بشكل متكرر اشتباكات بين تنظيم داعش والفصائل المحلية وقوات النظام، ورغم تراجع نشاط داعش بشكل كبير بعد سنوات من العمليات العسكرية الواسعة التي قادتها قوات التحالف الدولي وحلفاؤه، إلا أنه لم يختفِ تمامًا، حيث لا يزال يقوم بشن هجمات متفرقة لاستهداف قوات النظام والمناطق التي يراها ضعيفة الحماية.
رسالة تحذير للقوات الحكومية الجديدة
يعكس هذا الهجوم قدرة تنظيم داعش على استغلال الظروف الأمنية المتدهورة في بعض المناطق السورية، كما يشير إلى التحديات التي تواجهها الحكومة السورية الجديدة في تأمين المناطق المحررة وإرساء الاستقرار، ويعتبر الهجوم بمثابة رسالة تحذير للقوات الحكومية الجديدة، التي تواجه مهمة صعبة في إعادة بناء مؤسساتها الأمنية وسط بيئة مليئة بالتوترات السياسية والعسكرية.
مقال مقترح: نتنياهو يجتمع مع وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية كريستي نويم
إعادة إعمار سوريا
من المتوقع أن تعزز السلطات السورية من عملياتها الأمنية في المناطق المتضررة لمكافحة بقايا التنظيم، مدعومة بدعم إقليمي ودولي ضمن جهود مكافحة الإرهاب، ومع ذلك، يبقى استمرار هذه الهجمات مؤشرًا على أن تهديد داعش لا يزال قائمًا، وأن استعادة الأمن الكامل في سوريا تتطلب نهجًا شاملًا يجمع بين الحلول الأمنية والسياسية على حد سواء.