مستقبل متحف التحرير بعد افتتاح المتحف الكبير وفقاً لتصريحات المجلس الأعلى للآثار

أكد الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن المتحف المصري بالتحرير سيظل يمثل ركيزة أساسية في التراث الثقافي والتعليم لمصر، مشددًا على أن افتتاح المتحف المصري الكبير في 3 يوليو المقبل لن يؤدي إلى تهميش المتحف المصري بالتحرير.

مستقبل متحف التحرير بعد افتتاح المتحف الكبير وفقاً لتصريحات المجلس الأعلى للآثار
مستقبل متحف التحرير بعد افتتاح المتحف الكبير وفقاً لتصريحات المجلس الأعلى للآثار

مؤتمرًا صحفيًا

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد اليوم في المتحف المصري بالتحرير للإعلان عن إقامة معرض «كنوز الفراعنة»، بالتعاون مع قاعة المعارض الإيطالية سكوديري ديل كوبريناله، بالعاصمة الإيطالية روما، في الفترة من 24 أكتوبر 2025 حتى 3 مايو 2026م، حيث سيقدم المعرض لزائريه رحلة استثنائية إلى قلب الحضارة المصرية القديمة من خلال مجموعة متميزة من القطع الأثرية المختارة من أعرق متاحف الآثار في مصر.

تطوير متحف التحرير

وأشار الأمين العام إلى أن المتحف يخضع حاليًا لأعمال تطوير شاملة في قاعاته وسيناريو العرض المتحفي لضمان استمرارية دوره الحيوي في المشهد الثقافي المصري، مؤكدًا أن الهدف هو الحفاظ على الطابع التاريخي العريق لمتحف التحرير، مع تطوير أساليب العرض وتحسين تجربة الزائرين، كما أشار إلى أعمال التطوير التي تمت بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي وخمسة من أبرز المتاحف الأوروبية، من بينها المتحف المصري في تورينو.

وأكد أنه لا يزال المتحف المصري بالتحرير واحدًا من أهم المؤسسات الثقافية على مستوى العالم، فمنذ افتتاحه عام 1902، أصبح وجهة رئيسية للزوار المحليين والدوليين على حد سواء، وتظل مجموعته الفريدة مرجعًا أساسيًا للمتخصصين في علم المصريات ولعشاق الحضارة المصرية القديمة حول العالم.

اقرأ أيضًا: المتحف المصري بالتحرير: بوابة عبر الزمن إلى حضارة مصر القديمة

يُعد المتحف المصري بالتحرير، الكائن في قلب القاهرة الصاخبة، صرحًا أيقونيًا وحارسًا أمينًا لتراث حضارة عريقة تمتد لآلاف السنين، ومنذ افتتاحه عام 1902، أصبح هذا المتحف ليس مجرد مبنى يضم كنوزًا أثرية، بل بوابة حقيقية تنقل زوارها عبر الزمن إلى عالم الفراعنة المذهل.

تصميم كلاسيكي

يتميز المتحف بتصميمه المعماري الكلاسيكي الجديد، ويضم أكبر مجموعة من الآثار المصرية القديمة في العالم، حيث تتجول المجموعات داخل قاعاته الواسعة لتروي قصصًا عن الملوك والملكات، الآلهة والمعتقدات، الحياة اليومية والفنون التي ازدهرت على ضفاف النيل، ومن بين أبرز ما يعرضه المتحف، تبرز مجموعة مقتنيات الملك الشاب توت عنخ آمون الذهبية التي عُثر عليها كاملة في مقبرته، والتي تشمل القناع الذهبي الشهير والتوابيت المتعددة، مما يجعلها نقطة جذب رئيسية للزوار من جميع أنحاء العالم.

ولا تقتصر كنوز المتحف على الذهب والأحجار الكريمة، بل تمتد لتشمل المومياوات الملكية، والتماثيل الضخمة، والبرديات القديمة التي تكشف أسرار الكتابة المصرية القديمة، كما يعرض المتحف أدوات الحياة اليومية، والمجوهرات، والأسلحة، مما يعطي لمحة شاملة عن جميع جوانب الحضارة المصرية القديمة.

المتحف الكبير

على الرغم من افتتاح المتحف المصري الكبير بالقرب من أهرامات الجيزة، والذي يهدف إلى استضافة العديد من المجموعات الأثرية الهائلة، إلا أن المتحف المصري بالتحرير سيظل يحتل مكانة خاصة في قلوب المصريين ومحبي الآثار حول العالم، فهو ليس مجرد متحف، بل شاهد على تاريخ أمة، وذاكرة حية تتنفس عبق الماضي العظيم، ومصدر إلهام دائم للأجيال القادمة لاكتشاف عظمة الحضارة المصرية، إنه بالفعل رحلة لا تُنسى إلى قلب التاريخ.