من قنا إلى باريس خزف جراجوس يحقق انتشاراً في الأسواق العالمية

تقع قرية جراجوس، التابعة لمركز قوص في جنوب محافظة قنا، وتعتبر من أقدم القرى في الصعيد التي تشتهر بصناعة الخزف، وقد امتد صيت هذه القرية إلى فرنسا، ورغم التحديات التي تواجهها هذه المهنة، إلا أنها ستظل علامة بارزة وماركة مسجلة عالميًا تحت اسم “الخزف الجراجوسي”.

من قنا إلى باريس خزف جراجوس يحقق انتشاراً في الأسواق العالمية
من قنا إلى باريس خزف جراجوس يحقق انتشاراً في الأسواق العالمية

تاريخ صناعة الخزف في جراجوس

يقول جرجس روماني، أحد صناع الخزف في جراجوس، إن صناعة الخزف بدأت في القرية بفضل أحد الرهبان الذين جاءوا لتعليم أبناء القرية هذه المهنة، ومن هنا انطلقت مسيرة العديد من الحرفيين المهرة في هذا المجال.

ويشير جرجس إلى أن من بين أشهر الخزافين على مستوى العالم، كان الحرفي المتميز سعيد أنطون، الذي يعتبر الصعيدي الوحيد الذي زار العالم ودخل البيت الأبيض مرتديًا جلبابه الصعيدي.

الخزف وصل فرنسا

يروي العم بخيت يوسف قصة الزيارة المرتقبة قبل رحيل الرئيس الأسبق مبارك عن الحكم، حيث كانت للخزف الجرجوسي شهرة واسعة، وعندما زار الرئيس فرنسا، قدم له مشروبات ساخنة في فنجانين يحملان اسم الخزف الجراجوسي، وفي تلك اللحظة سأل عن اسم القرية، وعرف أنها في صعيد مصر، وقرر زيارتها بعد عودته لاستكشاف أسرار هذه الصناعة.

ويشير إلى أن الخزف في هذه القرية يتميز بوجود بيت الخزف في أحد كنائس الأقباط الكاثوليك، وهو في ذات الوقت مدرسة مخصصة لتعليم الجميع هذه الحرفة، حيث تم إنشاء ورش تعليمية بإشراف أساتذة محترفين لمساعدة الفتيات على تعلم الحرفة.

ارتفاع أسعار الطين الأسواني

يقول نور لبيب، أحد صناع الخزف، إن من أهم الصعوبات التي تواجههم هي توقف المصنع في القرية بعد سنوات من العمل بسبب خلافات بين ملاكه، بالإضافة إلى أن الصناع المهرة بدأوا في إقامة مشاريع صغيرة في منازلهم، حيث يقومون بجلب الطين الأسواني الذي شهد ارتفاعًا كبيرًا في الأسعار، مما أدى إلى تراجع الكثير من الصناع عن هذه المهنة.

ويلفت إلى أن من أبرز الأشكال المطلوبة في السوق هي الفناجين والأطباق، بالإضافة إلى مجسمات رحلة العائلة المقدسة، وأشكال تمثل الصعايدة في جلبابهم، وكذلك الزماريين، وهم الفئة المعروفة في الصعيد الذين يقودون الفرق الشعبية في الحفلات والمناسبات العامة.