في أحد الضواحي القديمة التي تفوح منها روائح الزمن الجميل، يقع دكان صغير تصدر منه أصوات حجر الصوان القديم لسن السكاكين، ومع اقتراب عيد الأضحى المبارك يزداد عدد الزبائن، وبخاصة الجزارين، استعدادًا لاستقبال العيد ومباشرة عملهم.

شوف كمان: المنطقة الاقتصادية لقناة السويس تبرز كوجهة عالمية واعدة وفقاً للخبراء
«نيوز رووم» زار أقدم سنان بقرى مركز قوص جنوب محافظة قنا، للتعرف على مهنتة التي استمرت طوال 50 عامًا رغم كبر السن وقدم المهنة
مهنة استمرت 50 عامًا
قال العم عبدالعاطي محمد، الذي يبلغ من العمر 75 عامًا، ويعمل منذ كان عمره 35 عامًا في تلك المهنة التي أكلت عظامه من كثرة الرطوبة التي يعمل بها، إنني أعمل في هذه المهنة قرابة 50 عامًا، وقد أصابني الكثير من الأمراض منها الغضروف الذي أعاني منه ورغم ذلك لا أستطيع تغيير أو التوقف عن المهنة.
شوف كمان: «320 بدلاً من 410».. التعليم توضح تفاصيل المجموع الكلي للثانوية العامة 2025
وأشار إلى أن المهنة صعبة جدًا، خاصة أنني أجلب هذا الحجر الذي أعمل به من القاهرة، ومنذ عملت غيرت الحجر مرتين، لافتًا إلى أن الحجر مرة واحدة ينقسم إلى نصفين وغير معلوم مصدر هذا الانكسار، ولكن هذا النوع من الأحجار والذي يطلق عليه الصوان هو الذي نعمل به.
مهنة لن تنقرض
وأضاف العم عبدالعاطي أن هذه المهنة يصعب أن تنقرض، والجميع هنا يفضلها ولا يمكن أن تنقرض، فالزبائن تزداد علينا من ربات البيوت والجزارين وبخاصة مع قرب قدوم عيد الأضحى، وتغيرت الأسعار كثيرًا طبعًا عن قبل ولكن هنا في الصعيد لم يتأثر الأمر كثيرًا.
ولفت إلى أن العمل يكون طوال الوقت ويصعب أن تتوقف للحظة، قائلاً: “الغلطه يكون ثمنها حياتي، لذا يجب أن أكون مستيقظًا طوال الوقت ويصعب علي أن أغيب، فتلك اللحظات قد يكون ثمنها حياة إنسان”
وأشار إلى أن العمل طوال اليوم يكلفني الألم في الظهر والرقبة والرطوبة التي أتعرض لها خاصة في فصل الشتاء بسبب الماء الذي يكون مستمرًا طوال العمل والمكان به نسبة رطوبة عالية جدًا، قائلاً: “هنا سبحان الله مكان مكيف طبيعي صيفًا وشتاءً، ولكن صعب جدًا بالطبع في الشتاء، وهذا يتسبب لي في رطوبة كبيرة، لذا أضطر إلى وضع المريلة والجوانتي في بعض الأحيان”