أكد مسؤول في حركة حماس، في تصريح أدلى به لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) اليوم الجمعة، أن الحركة من المتوقع أن ترفض المقترح الجديد لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الذي تقدم به المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، وأشار إلى أن حماس تنوي المطالبة بإدخال تعديلات جوهرية على البنود المطروحة.

اقرأ كمان: وزارة الداخلية السورية تعلن عن خطة لإعادة الهيكلة تشمل مكافحة الإرهاب وضبط السلاح
وكانت حماس قد أعلنت، في بيان صدر يوم الخميس، أنها لا تقبل بالخطوط العريضة التي تضمنها اقتراح ويتكوف، وأنها تدرسه حاليًا بمسؤولية، بهدف الوصول إلى صيغة تلبي مصالح الشعب الفلسطيني وتخفف من معاناته، وتؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة.
وأوضح عضو المكتب السياسي للحركة، باسم نعيم، في تصريحات لاحقة لوكالة “رويترز”، أن “الاتفاق الذي وافقت عليه إسرائيل لا يلبي مطالب حماس”، مضيفًا أن “اقتراح ويتكوف لا يزال قيد المناقشة”.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مصدر مطلع أن قيادة حماس تشعر بأنها “خُدعت” من قبل الإدارة الأمريكية، وتعتبر أن المقترح الحالي يميل بوضوح لصالح إسرائيل، ولا يوفر ضمانات كافية لإنهاء الحرب، وأشار المصدر إلى أن المقترح، في صيغته الحالية، لا يضمن لحماس الحفاظ على نفوذها التفاوضي بعد المرحلة الأولى من تبادل الأسرى، حيث ينص على إعادة جميع الرهائن إلى إسرائيل في غضون أسبوع واحد فقط.
مصدر من حماس لـBBC: «الحركة سترفض المقترح»
من نفس التصنيف: محمد صلاح يتوج بلقب أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي للمرة الثانية
أنباء عن قبول حماس لصفقة ويتكوف
ويتناقض هذا الموقف مع ما نشرته صحيفة “الحدث” السعودية، التي أفادت بأن حماس وافقت مبدئيًا على هدنة لمدة 60 يومًا مقابل إطلاق سراح 10 رهائن أحياء و18 جثة، بالإضافة إلى إطلاق سراح 125 أسيرًا فلسطينيًا يقضون أحكامًا بالسجن المؤبد، و1111 أسيرًا اعتقلوا بعد 7 أكتوبر، فضلًا عن زيادة المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
ووفقًا لما تضمنه اقتراح ويتكوف الجديد، فإن الاتفاق يشمل وقفًا لإطلاق النار لمدة 60 يومًا، قابلاً للتمديد إذا وافقت الأطراف المعنية على الاستمرار في المفاوضات، إلى جانب انسحاب الجيش الإسرائيلي من بعض المناطق في قطاع غزة، وتكليف الأمم المتحدة بتولي مهمة توزيع المساعدات الإنسانية.
وأشارت مصادر لصحيفة واشنطن بوست إلى أن إطلاق سراح الرهائن سيتم على مرحلتين.
مصادر مقربة من حماس
لكن مصادر مقربة من حماس أكدت لموقع “والا” الإسرائيلي أن الاقتراح الأخير منحاز أكثر لإسرائيل مقارنة بالمقترحات السابقة، وأن ويتكوف تبنى معظم الشروط التي عرضها وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، خلال لقائهما الثلاثاء الماضي، وأضاف المصدر أن الاقتراح لا يتضمن ضمانات أمريكية بأن وقف إطلاق النار المؤقت سيتحول إلى وقف دائم، ولا يوضح ما إذا كانت الهدنة ستمتد تلقائيًا في حال تجاوزت المفاوضات المهلة المحددة بستين يومًا، وهو ما يثير خشية حماس من إمكانية أن تقوم إسرائيل بخرق الهدنة من جانب واحد، كما حدث في مارس الماضي.
من جهة أخرى، صرح مسؤول إسرائيلي رفيع، رفض الكشف عن اسمه، أن “الاتفاق المقترح من ويتكوف لا يتضمن تحديدًا دقيقًا لخط انتشار قوات الجيش الإسرائيلي في غزة، كما لا يحتوي على تفاصيل واضحة بشأن آلية توزيع المساعدات الإنسانية أثناء سريان وقف إطلاق النار”.
مصدر من حماس لـBBC: «الحركة سترفض المقترح»
ايتمار بن غفير يهدد بالانسحاب من الائتلاف
في السياق نفسه، عبر وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، عن رفضه الشديد لأي صفقة مع حماس، وكتب على منصة “إكس” (تويتر سابقًا): “سيدي رئيس الوزراء، بعد أن رفضت حماس الاقتراح مجددًا، لم يعد هناك أي مبرر للاستمرار في هذا التلاعب في غزة”، وأضاف: “لقد أضعنا ما فيه الكفاية من الفرص، حان وقت التدخل بكل قوة، لتدمير حماس وقتلها وهزيمتها”، ومع استمرار المفاوضات وتعثرها بسبب خلافات جوهرية بين الأطراف المعنية، يبقى مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة معلّقًا، في ظل تمسك حماس بمطالبها، وغياب الضمانات التي تراها ضرورية لضمان وقف دائم للعدوان، وإنهاء الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع.