قرية الرائد تتصدر إنتاج المانجو في ريف السويس الأصفر |صور

مع قدوم فصل الربيع، وتحديدًا في شهري مارس وأبريل، تبدأ زهور المانجو في التفتح في أراضي ريف محافظة السويس، حيث تمتد هذه الزهور على طول 30 كيلومترًا شمالي المحافظة، وعندما تنبت هذه الزهور، تبدأ رحلتها للتحول إلى ثمار شهية تنضج خلال أربعة أشهر، ويزداد حجمها تدريجيًا حتى تصل إلى مرحلة القطف في موسم الصيف والخريف.

قرية الرائد تتصدر إنتاج المانجو في ريف السويس الأصفر |صور
قرية الرائد تتصدر إنتاج المانجو في ريف السويس الأصفر |صور

على الرغم من أن المساحة المزروعة بالمانجو في السويس لا تضاهي محافظات الدلتا، إلا أن التربة الصحراوية الخصبة، وخصوصًا القريبة من قناة السويس، تُنتج ثمارًا ذات جودة عالية تلقى رواجًا كبيرًا بين المصدرين الذين يشترونها بأسعار مرتفعة.

قرى تتخصص في الذهب الأصفر

في قلب الريف السويسي تقع قرية “الرائد”، التي تُعتبر من أكبر القرى المنتجة للمانجو الفاخرة، حيث يشير رئيس الجمعية الزراعية بالقرية إلى أن القرية تمتد على مساحة 1600 فدان، منها 1000 فدان مزروعة بأشجار المانجو.

أما قرية محمد كريم المجاورة، فتحتوي على مساحات زراعية أكبر، وتنتج أنواعًا متنوعة من المانجو بين البلدي والمستورد، ووفقًا لفكري، فإن ندرة المياه خلال السنوات الأخيرة دفعت المزارعين لاستبدال المحاصيل الموسمية مثل القمح والبرسيم بأشجار المانجو، نظرًا لقدرتها على تحمل الجفاف.

بلدي وأجنبي.. تنوع الأصناف
شهدت السنوات الأخيرة توسعًا ملحوظًا في زراعة أصناف مانجو مستوردة مثل الكيت، الكنت، الناعومي، الكمبورس، والجلوك، حيث تتميز هذه الأنواع بسرعة النمو، وصغر حجم الشجرة، وكبر حجم الثمرة، فضلًا عن مقاومتها العالية للأمراض.

في المقابل، لا تزال الأنواع البلدي تحظى بمكانة خاصة، ومنها: الزبدة، السكري، العويس، ألفونس، والصديقة (المنتشرة في السودان)، ويُفضَّل بعض هذه الأصناف للتصدير مثل العويس نظرًا لطعمه السكري وقلة ملوحته

مواسم الإنتاج والتصدير
تبدأ الأصناف البلدي في الإثمار من يوليو حتى سبتمبر، بينما تبدأ الأصناف المستوردة في الإنتاج من منتصف أغسطس وتستمر حتى نوفمبر، ويقبل التجار على شراء المحصول مباشرة من المزارعين وهم لا يزالون على الشجر، خاصة الأصناف الفاخرة التي تُخصص للتصدير.

الفص.. نكهة فريدة وسعر مرتفع
تُعتبر مانجو “الفص” من أكثر الأصناف طلبًا، رغم صغر حجمها الذي لا يتجاوز 100 جرام، حيث تنمو في أعلى الشجرة، وتتميز بحلاوة مذاقها وقلة الأملاح، وتُباع بأسعار تصل إلى 80 جنيهًا في بداية الموسم.

أساليب الجمع.. الكمر والسقط
يتم جمع المانجو بطريقتين: الأولى “الكمر”، حيث تُقطف الثمار وهي ما زالت خضراء وتُخزن لتُكمِل نضجها لاحقًا، والثانية “السقط”، وهي المفضلة للمذاق، حيث تُترك الثمرة حتى تنضج على الشجرة وتسقط طبيعيًا

تحديات الزراعة.. مرض العفن الهبابي
يتحدث المزارع سامي عبد الملك من قرية محمد عبده عن أبرز التحديات، وعلى رأسها مرض “العفن الهبابي” الذي يصيب الزهرة مبكرًا ويؤدي إلى تلف الثمرة وتحولها إلى اللون الأسود، ويكافح المزارعون هذا المرض ببرامج رش دورية تبدأ منذ ختام موسم الإثمار.

الرعاية السنوية لشجر المانجو
تبدأ دورة العناية بالمانجو بعد جني الثمار، إذ تُقلم الأشجار في سبتمبر، ثم تُرش بالمبيدات، تليها مرحلة “الصيام” دون ري من ديسمبر حتى فبراير، وفي مارس تبدأ الرش والمكافحة المكثفة استعدادًا للإزهار الجديد.