في تصريح يعكس تصعيدًا واضحًا في الموقف الإسرائيلي، دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، اليوم الجمعة، إلى استخدام ما وصفه بـ”القوة العسكرية الكاملة” ضد قطاع غزة، في وقت تتواصل فيه العمليات العسكرية والجهود الدبلوماسية الرامية إلى وقف إطلاق النار.

مواضيع مشابهة: إغلاق مطار بن جوريون في تل أبيب بعد اعتراض صاروخ حوثي
دعوة علنية للتصعيد العسكري
قال بن غفير، القيادي في التيار اليميني المتطرف، إن الحكومة الإسرائيلية مطالبة بـ”التوقف عن ضبط النفس” و”التحرك بكل ما أوتيت من قوة ضد حماس” في غزة، وأكد في تصريحاته: “أي تساهل هو دعوة لمزيد من الإرهاب، يجب استخدام القوة العسكرية الكاملة دون تردد لإنهاء هذا التهديد”
التصريحات تتعارض مع جهود التهدئة الدولية
تأتي تصريحات بن غفير في وقت تبذل فيه مصر وقطر، بدعم من الولايات المتحدة، جهودًا مكثفة للتوصل إلى اتفاق تهدئة يشمل إطلاق سراح الرهائن ووقف العمليات العسكرية، وهي جهود تتعارض بشكل واضح مع دعوات بن غفير للتصعيد.
ردود فعل غاضبة وتحذيرات من الانفجار
أثارت تصريحات بن غفير موجة من الانتقادات داخل إسرائيل وخارجها، فقد وصف سياسيون إسرائيليون من أحزاب الوسط واليسار التصريح بأنه “غير مسؤول” وقد يُفشل الجهود الأمنية والدبلوماسية الجارية، بينما حذّر مسؤول أممي من أن أي تصعيد واسع “سيُغرق غزة في فوضى جديدة”، داعيًا جميع الأطراف إلى ضبط النفس وتغليب لغة التفاوض.
بن غفير يواصل نهج التشدد
يُعرف بن غفير بمواقفه المتطرفة تجاه القضية الفلسطينية، وقد دعا في مناسبات عديدة إلى إعادة الاحتلال بالكامل، وطرد قيادات المقاومة، ويُعتبر من أكثر الشخصيات فظاعة في الجناح اليميني للحكومة الحالية بقيادة نتنياهو، وتأتي تصريحاته وسط انقسام واضح داخل الحكومة بشأن كيفية التعامل مع غزة، حيث يرفض عدد من الوزراء وأعضاء الكنيست التصعيد الشامل، ويعتبرونه تهديدًا لاستقرار الجبهة، خاصة في ظل الضغوط الدولية المتزايدة لإنهاء الحرب عبر تسوية سياسية، ويرى مراقبون أن خطاب بن غفير يخاطب قاعدته اليمينية المتشددة أكثر مما يخدم المصالح الأمنية طويلة الأمد لإسرائيل.
تأثير محتمل على مفاوضات الرهائن
وقد يعقد التحريض على “القوة الكاملة” في هذه المرحلة الحساسة عملية التهدئة الجارية، خاصة مع وجود مؤشرات على تقدم بوساطة قطرية ومصرية بشأن صفقة تشمل تبادل أسرى ووقف طويل الأمد، ويخشى الوسطاء أن يستغل أطراف في الصراع هذه التصريحات لعرقلة أي تقدم دبلوماسي محتمل.
مقال له علاقة: إصابة جندي في عملية طعن بالخليل ومقتل المنفذ الفلسطيني وفقاً للقناة 12 العبرية
انتقادات دولية ومخاوف إنسانية متزايدة
وسارعت دول ومنظمات حقوقية إلى التحذير من تداعيات هذه الدعوة، معتبرة أنها تمهد لمجازر جماعية في قطاع مكتظ بالسكان يعاني أصلاً من الأزمات الإنسانية، وطالب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية جميع الأطراف، وخاصة الحكومة الإسرائيلية، “بالامتثال للقانون الدولي الإنساني، وتفادي استهداف المدنيين والمنشآت الحيوية”.