برز الملياردير إيلون ماسك كأحد الشخصيات المؤثرة في السياسة الأمريكية خلال فترة رئاسة دونالد ترامب، حيث كان لدعمه وتواصله المباشر مع الرئيس دور في صياغة بعض السياسات، خاصة في مجالات التكنولوجيا والطاقة والفضاء.

مواضيع مشابهة: إيران ترى أن الأسلحة النووية “غير مقبولة” وفقاً لعباس عراقجي
دعم ماسك لسياسات ترامب وتأثيره على صناعة الفضاء
ساهم ماسك، من خلال شركته “سبيس إكس”، في دفع السياسات التي تعزز الاستثمار في التكنولوجيا الفضائية والقطاع الخاص، ما أدى إلى تغييرات مهمة في ميزانيات وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” ودعم برامج استكشاف الفضاء، وكان ماسك أحد المدافعين عن تحرير السوق وتعزيز الابتكار، وهو توجه اتفق عليه مع إدارة ترامب، ما سمح بتسريع المشاريع الفضائية والمناورات الاقتصادية.
تصادم المصالح وتوترات متزايدة
مع ذلك، بدأت تظهر خلافات واضحة بين ماسك وإدارة ترامب بسبب بعض القرارات السياسية، خاصة في ما يتعلق بالتعريفات الجمركية والسياسات التجارية التي اتخذها ترامب تجاه الصين، حيث انتقد ماسك بعض هذه السياسات التي اعتبرها تؤثر سلبًا على سلاسل التوريد العالمية لشركاته، بالإضافة إلى سياسات ترامب البيئية التي كانت محل جدل، مما دفع إلى توتر العلاقات بين الطرفين.
ممكن يعجبك: طيران موريتانيا توضح حقيقة سقوط طائرة الحجاج بعد أنباء الحادث
تأثير الخلافات على مستقبل التعاون
أدت هذه التوترات إلى تخفيف ماسك من دعمه لبعض المبادرات الحكومية، وأحيانًا إلى انتقاد علني للسياسات التي كان له دور في صنعها في البداية، ويرى محللون أن هذا الصدام يعكس تعقيدات العلاقة بين رجال الأعمال العملاقين والسياسة، حيث تتقاطع المصالح الاقتصادية مع الأجندات السياسية، ما يخلق حالة من التوتر وعدم الاستقرار في التحالفات.
من دعم السياسات إلى صدام المصالح
في بداية رئاسة دونالد ترامب، كان إيلون ماسك أحد أبرز داعميه في مجال التكنولوجيا والفضاء، حيث أيد ماسك إنشاء “قوة الفضاء” كفرع عسكري سادس للولايات المتحدة، معتبراً إياها خطوة منطقية لتعزيز الدفاعات الفضائية، كما دعم سياسات ترامب التجارية، بما في ذلك فرض تعريفات جمركية على السيارات الصينية، مطالبًا بمساواة في الرسوم الجمركية بين البلدين.
دور ماسك في إدارة ترامب
تم تعيين ماسك في إدارة ترامب لقيادة “وزارة كفاءة الحكومة” (DOGE)، بهدف تقليص الإنفاق الفيدرالي، ومع ذلك، واجهت مبادراته، مثل تقليص الإنفاق على برامج الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية والمساعدات الغذائية، انتقادات واسعة من قبل موظفي الحكومة والوكالات الفيدرالية، الذين اعتبروا أن هذه الإجراءات تضر بالخدمات الأساسية وتزيد من تكاليف الفضاء.
تصاعد التوترات وانسحاب ماسك
مع مرور الوقت، بدأت تظهر خلافات بين ماسك وإدارة ترامب، حيث كانت أبرز هذه الخلافات حول السياسات التجارية، حيث انتقد ماسك التعريفات الجمركية على السيارات الصينية، معتبرًا إياها غير عادلة، كما اعترض على بعض الإصلاحات الضريبية المقترحة، مما أدى إلى استقالته من منصبه في DOGE.
التأثير على شركات ماسك
أثرت مشاركته في السياسة على شركاته بشكل ملحوظ، فقد شهدت تسلا انخفاضًا في الأرباح بنسبة 71% في الربع الأول من العام، بسبب الأضرار التي لحقت بالعلامة التجارية وزيادة المنافسة، ومن ناحية أخرى، استفادت SpaceX من بعض المبادرات الدفاعية لإدارة ترامب، رغم التحديات التقنية والمالية.
العودة إلى الأعمال والتركيز على الابتكار
بعد مغادرته الحكومة، عاد ماسك للتركيز على شركاته، حيث أعلن عن خطط لإطلاق سيارات تسلا ذاتية القيادة في أوستن، تكساس، وسط منافسة متزايدة من شركات مثل Waymo، كما تعتزم SpaceX إجراء مهمة اختبارية إلى المريخ بحلول نهاية عام 2026، رغم التحديات التقنية.