قرى بدهل وأبو مليح وطنسا تبرز نجاح بنى سويف في المقدمة

بدهل وأبو مليح وطنسا … قري وضعت بنى سويف بالصدارة.

قرى بدهل وأبو مليح وطنسا تبرز نجاح بنى سويف في المقدمة
قرى بدهل وأبو مليح وطنسا تبرز نجاح بنى سويف في المقدمة

تتميز محافظة “لؤلؤة الصعيد” بموقعها الجغرافي الفريد وتربتها الزراعية الغنية ومناخها المثالي، مما جعلها تتصدر قائمة المحافظات في زراعة العديد من المحاصيل، وأبرزها النباتات العطرية التي أصبحت رمزًا لتميزها.

عاصمة حقيقية

تعتبر قرى سمسطا، مثل بدهل ومنشأة أبو مليح وكفر بني علي وبني حلة، عاصمة حقيقية لزراعة النباتات العطرية، حيث تنبعث منها الروائح الزكية التي تجذب الجميع، ويعمل أهالي هذه القرى في هذا المجال منذ سنوات طويلة، ورثوه عن أجدادهم.

النباتات العطرية

اشتهرت هذه القرى بزراعة كافة أنواع النباتات العطرية بألوانها المتنوعة، وقد ذاع صيتها ليس فقط داخل المحافظة بل خارجها أيضًا، وبدأت في تصدير منتجاتها إلى الخارج بفضل طبيعة أراضيها الملائمة، وتعتبر المحافظة من أوائل المناطق التي تزرع النباتات العطرية منذ عشرات السنين.

مساحات واسعة

منذ الصباح الباكر، يعمل الأهالي، رجالًا ونساءً، في زراعة مختلف أنواع النباتات العطرية، مثل الشيح واليانسون والبابونج والنعناع البلدي والفلفلي والبقدونس والزعتر والريحان والبردقوش والشبت والكزبرة والعطر والكراوية، وغيرها من النباتات التي تُزرع على مساحات شاسعة صيفًا وشتاءً.

ساهمت هذه الزراعات في توفير فرص عمل لأهالي القرى، حيث تكاد تكون البطالة معدومة في تلك المناطق، إذ تصدر المحافظة ما بين 40% إلى 60% من إجمالي إنتاج مصر من النباتات العطرية، حيث يعمل المزارعون على جمع المحاصيل ثم نقلها إلى مصانع التجفيف.

اقتصادية

أكد الدكتور محمد هاني غنيم، أن المحافظة حققت تقدمًا اقتصاديًا ملحوظًا خلال السنوات الماضية، حيث أصبحت مصدرًا رئيسيًا للنباتات العطرية بجانب محاصيل أخرى مثل الطماطم والثوم والبصل، مما جعلها مركزًا صناعيًا هامًا في مصر.

وأشار عدد من العاملين في هذا المجال إلى أن النباتات الطبية والعطرية تُعتبر مصدر دخل رئيسي لهم ولأسرهم، حيث ترفع هذه القرى شعار “لا للبطالة”، وتوفر فرص عمل جديدة.

فرص عمل

وأوضح محمد شيبة، رئيس مجلس الجمعية النوعية لإنتاج وتسويق النباتات الطبية والعطرية، أن منشأة أبو مليح مشهورة بزراعة هذه النباتات منذ عام 1970، حيث توفر فرص عمل للعديد من أهالي القرية والقرى المجاورة، كما تم توجيه بإنشاء جمعية نوعية لتوعية المزارعين.

توفير العملة الأجنبية

تعد قرية طنسا الملق بمركز ناصر من أبرز القرى في مجال زراعة النباتات العطرية والطبية على مستوى الجمهورية، حيث يتم تصديرها إلى الدول الأوروبية مما يساهم في انتعاش الاقتصاد من خلال توفير العملة الأجنبية.

تتميز القرية بالأراضي الزراعية ومصانع تقطير النباتات، حيث تتواجد الأيدي العاملة الماهرة من أبناء القرية من الرجال والنساء والشباب.

أحلام جديدة

تحولت حالة الرضا لدى أهالي القرية البسطاء وأصحاب المصانع إلى أحلام جديدة، خاصة مع الاهتمام المتزايد بالمجال الزراعي خلال السنوات الماضية، وأصبح من الضروري تكثيف حملات التوعية ومقاومة الآفات الزراعية وتوفير الأسمدة وحل مشكلات الري، مع ضرورة عودة الزيارات الرسمية للمسؤولين للقرية التي كانت محل اهتمام سابق.

يحرص المزارعون على زراعة عدة أنواع من النباتات العطرية، مثل النعناع البلدي والفلفلي والريحان والبردقوش والشبت والكزبرة والبقدونس والزعتر والشيح واليانسون والبابونج، حيث يوجد في بني سويف نحو 40 مصنعًا و8000 مزرعة و52 مصنعًا لتقطير الزيوت.

25

في قرية طنسا الملق، يحرص المزارعون على زراعة نبات الجيرانيوم واستخلاص زيوته، والتي تُستخدم في العديد من الصناعات مثل العطور ومستحضرات التجميل، حيث تُصدّر زيوت نبات الجيرانيوم إلى العديد من الدول، مما يعزز مستوى المعيشة للسكان، وتتميز القرية بتربتها الخصبة وطقسها المناسب، مما يجعلها واحدة من أهم المناطق الزراعية.

13.303 فدان

حسب الخطة الاستثمارية للمحافظة، يتم زراعة مساحة تقدر بنحو 13.303 فدان بالنباتات الطبية والعطرية، وتعتبر محافظة بني سويف من أعلى المحافظات في إنتاج هذه النباتات، حيث يتم تصدير ما يتجاوز 40% إلى 50% من إجمالي ما تنتجه مصر من هذه المنتجات، مما يعزز هذا القطاع ويحول المحافظة إلى مركز لتصنيع وإنتاج النباتات الطبية والعطرية.

في سياق متصل، قال عدلي خليفة، أحد أصحاب المناشر بقرية طنسا الملق، إن المناشر تجمع الثوم والبصل والنباتات العطرية والطبية تمهيدًا للتصدير، حيث نتعاون مع عدة شركات في مجال التصدير إلى دول مثل كندا والبرازيل وأستراليا واليابان وأوكرانيا وبولندا وتركيا والدول الأوروبية.

وأضاف أن هناك أكثر من 15 منشرًا في القرية تعمل أيضًا على النباتات العطرية، ويتم تصديرها بنسبة 100% للخارج، ولكن الأسعار تتفاوت وفقًا لسعر السوق، مما يستدعي اتخاذ قرارات مناسبة في هذا الاتجاه.

زراعة العطر تعتمد على اجتهاد الفلاح، وتوجد نسبة كبيرة من الإنتاج في قرى ناصر ومركز الواسطى، حيث يتم تصدير النباتات الطبية والعطرية إلى دول مثل الهند وفرنسا، وغالبًا ما تتم زيارات من الأجانب.

توفير أنواع أخرى

اختتم بقوله، نطالب المسؤولين بتوفير أنواع أخرى من السلالات التي تعطي للفلاح إنتاجية كبيرة، كما نطالب بضرورة الاهتمام بالبحوث وزيادة مبادرات دعم المصدرين لما لها من تأثير كبير على الاقتصاد المحلي.

تكلفة مادية كبيرة

فيما قال ياسين ناجي، أحد شباب القرية، إن زراعة النباتات العطرية تحتاج إلى تكلفة مادية كبيرة منذ بداية الزراعة حتى حصاد المحصول، حيث تتطلب زراعة الفدان حوالي 10 آلاف جنيه للتسميد والري وتقطير النباتات، وفي حال اضطر الفلاح لشراء الشتلات، قد تصل التكلفة إلى 15 ألف جنيه، مما يزيد من العبء المالي على المزارعين.

ولفت إلى أن ارتفاع التكاليف، سواء كانت مباشرة أو إيجارات الأراضي، يضغط على هامش ربح الفلاحين.

صعوبات للتراخيص والدعم

وأشار إلى أن الاحتكار في التسويق من المصدر إلى سوق النباتات العطرية يتطلب تجاوز هذه العقبة للوصول مباشرة للمستوردين في الخارج، موضحًا أن هناك صعوبات في الحصول على التراخيص والدعم، مما يؤدي إلى معاناة أصحاب الوحدات الصغيرة.

قصور الإرشاد الزراعي

اختتم بالحديث عن أهم المشاكل التي تواجه مزارعي النباتات العطرية، وهي قصور الإرشاد الزراعي، حيث غياب دور الإرشاد يؤثر سلبًا على زيادة القدرة الإنتاجية للفدان، مما يستدعي توفير أحدث أساليب الزراعة والمكافحة الآمنة.

قال خالد سيد محمد، أحد أصحاب مصانع تقطير النباتات بقرية طنسا الملق، إن عملية التقطير تبدأ بوصول أكوام النباتات العطرية من الحقول المجاورة، ثم تتم عملية الاستخلاص عبر خطوات تشمل ضخ بخار الماء الساخن، مما يؤدي إلى تبخير الزيوت العطرية الطيارة، والتي يتم فصلها للحصول على الزيت النقي.

تبلغ إجمالي المساحات المزروعة بالنباتات الطبية والعطرية نحو 37% من المساحة المزروعة داخل المحافظة، حسب تقرير محافظة بني سويف، حيث تعتبر النباتات الطبية والعطرية من أهم المحاصيل، وتزرع على مساحات واسعة.

في سياق متصل، قال الدكتور محمد هاني غنيم، إن قطاع الزراعة هو القطاع الرئيسي في المحافظة، وقد عملنا عليه لسنوات عديدة كعامل أساسي للاقتصاد المحلي، والآن هناك شركات كبيرة تستثمر في بني سويف، مثل مشروع مستقبل مصر، مما يضيف قيمة كبيرة للاقتصاد.

أول

نظرًا لأهمية هذا القطاع في المحافظة، تم التصديق على إنشاء أول مصنع لتصنيع النباتات الطبية والعطرية والحاصلات الزراعية على أرض المحافظة، وسيكون هذا المصنع على الطريق الصحراوي الغربي، قريبًا من محور الفشن ومحطة القطار السريع، مما يضمن جودة عالية في تصنيع المنتجات.