أحدث تقرير نشرته مجلة نيوزويك الأمريكية ضجة كبيرة في الأوساط السياسية والعسكرية في واشنطن، حيث تناول إمكانية إبرام صفقة بين القاهرة وبكين لشراء مقاتلات J-35 الشبحية من الجيل الخامس، والتي تُعتبر النظير الصيني للطائرة الأمريكية F-35.

مواضيع مشابهة: كارثة إنسانية وصحية في غزة مع نفاد الأدوية ومجاعة تهدد حياة مليون فلسطيني
وأوضح التقرير أن مصر تسعى بجد لتحديث أسطولها الجوي، خاصة في ظل تعثّر حصولها على طائرات أمريكية متطورة، وعلى رأسها طائرات F-15 التي وعدت واشنطن بتسليمها لكنها لم تفِ بذلك حتى الآن، مما يدفع القاهرة إلى تنويع مصادر تسليحها والبحث عن بدائل استراتيجية.
وفي هذا السياق، نقلت تحليلات اللواء الدكتور سيد غنيم، الخبير العسكري والأستاذ الزائر في الناتو والأكاديمية الملكية العسكرية في بروكسل، الذي أكد أن التقرير الأمريكي اعتمد على تقييماته العسكرية دون تأكيد وجود صفقة مؤكدة حتى الآن.
وأشار غنيم إلى أنه ذُكر اسمه في تقرير نيوزويك كمحلل عسكري، وقد تناول النقاش مؤشرات التوجه نحو الشراء من دول مثل الصين، وتأثير ذلك المحتمل على العلاقات بين القاهرة وواشنطن.
وأوضح أن القاهرة لم تعلن رسميًا نيتها اقتناء طائرة J-35، لكن الاحتمالات تشمل أيضًا طرازات أخرى مثل J-17 وJ-10، مشيرًا إلى أن J-35 تُعتبر الأكثر تقدمًا تقنيًا بين هذه الخيارات.
مقال له علاقة: تنظيم داعش ينفذ أول هجوم ضد القوات الحكومية السورية الجديدة بعد سقوط الأسد
J-35.. مقاتلة شبحية تنافس F-35
تُعتبر المقاتلة الصينية J-35 من أحدث الطائرات الشبحية، حيث تتميز برادار من نوع AESA يصعب التشويش عليه، كما أنها تعمل بمحركين، مما يمنحها أداءً وموثوقية أعلى مقارنة بنظيرتها الأمريكية F-35 التي تعتمد على محرك واحد.
وتتميز J-35 أيضًا بقدرتها على الإقلاع والهبوط من على متن حاملات الطائرات، إضافة إلى إمكانية حمل أسلحتها داخل البدن لتقليل بصمتها الرادارية، كما يمكن تزويدها بصواريخ جو-جو وجو-أرض مثبتة على الأجنحة لزيادة قوتها الهجومية.
وذكر غنيم أن الفارق الجوهري بين الجيلين الرابع والخامس من المقاتلات يكمن في القدرة على التخفي من الرادار، مما يمنح مقاتلات مثل J-35 وF-35 ميزة قتالية استراتيجية يصعب مجاراتها.
سياسة تسليح متوازنة واستقلال استراتيجي
وفي تحليله لأسباب اهتمام مصر بمثل هذه الطائرات، أشار غنيم إلى أن القاهرة تتّبع منذ سنوات سياسة تنويع مصادر التسليح وتعدد الشركاء العسكريين، بهدف تحقيق استقلالية استراتيجية وتفادي الارتهان لمصدر واحد، خصوصًا في ظل ديناميكيات إقليمية ودولية متغيرة.
وأضاف غنيم أن مصر حتى عندما لا تعقد صفقات شراء مباشرة، فإنها تحرص على بناء شراكات عسكرية مع مختلف الدول من خلال تبادل المعلومات أو تنفيذ مناورات مشتركة، مما يعزز من مكانتها كقوة مستقلة ضمن النظام الدولي.
وأشار إلى أن المساعدات العسكرية الأمريكية لم تعد تغطي كافة أنواع التسليح، بل تركز بشكل أساسي على أربعة مجالات هي: الصيانة، الدعم الفني، حماية الحدود، ومكافحة الإرهاب، وهو ما أضعف من جدوى الاعتماد الكامل على واشنطن في مجال التسليح النوعي
قلق إسرائيلي من تطور القدرات المصرية
على الصعيد الإقليمي، أشار غنيم إلى تقارير تتحدث عن قلق متزايد في إسرائيل إزاء احتمال حصول مصر على تكنولوجيا عسكرية متطورة، في ضوء حرص تل أبيب على الحفاظ على تفوقها النوعي في المنطقة، خاصة عبر امتلاكها طائرات F-35 المتقدمة.
وختم غنيم بالإشارة إلى أن احتياجات مصر الدفاعية تفرض عليها تطوير قدراتها الجوية بما يتناسب مع موقعها الجغرافي ومسؤولياتها الأمنية، مؤكدًا أن الهدف هو “الدفاع عن المصالح الوطنية المصرية، لا التعدي على الآخرين”.
كما لفت إلى أن مصر تسعى أيضًا لتعزيز فرص التصنيع المشترك ونقل التكنولوجيا، كما ظهر في صفقاتها الأخيرة مع كوريا الجنوبية التي شملت أكثر من 100 طائرة تدريب وقتال.