أعرب المدير العام، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، عن “الهلع الشديد” إزاء الهجوم المروّع الذي استهدف مرافق طبية في مدينة الأبيض، وسط السودان، بالتزامن مع الجهود المضنية التي يبذلها الأطباء لاحتواء تفشٍ واسع في العاصمة الخرطوم، وقال تيدروس في بيان رسمي: “الهجمات على المرافق الصحية يجب أن تتوقف فوراً، نطالب بحماية العاملين في المجال الصحي وكل البنى التحتية الطبية، أفضل دواء للسودان الآن هو السلام”

مقال مقترح: السعودية تعلن غدًا بداية شهر ذي الحجة وعيد الأضحى يوم الجمعة 6 يونيو
قصف دموي واستهداف المستشفيات
وجاءت الهجمات بعد ساعات من تأكيد مصدر عسكري لوكالة “فرانس برس” أن قوات الدعم السريع قصفت مستشفى الضمان بطائرة مسيّرة، ما أسفر عن مقتل 6 مدنيين وإصابة 12 آخرين، إضافة إلى استهداف مستشفيات أخرى في مدينة الأبيض بقصف مدفعي، وقد أعلنت إدارة المستشفى أن المرفق بات “خارج الخدمة إلى حين إشعار آخر”، مما يفاقم من أزمة الرعاية الصحية في البلاد.
الخرطوم.. عاصمة موبوءة بلا مقومات
وفي الخرطوم، حيث أودى تفشي الكوليرا بحياة العشرات هذا الأسبوع، يكافح الأطباء لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وسط نقص حاد في الأدوية والمياه النظيفة، وقال الطبيب حمد عادل من “أطباء بلا حدود”: “نعمل بأدوات بدائية في خيمة تحت حرارة تتجاوز 40 درجة مئوية، نواجه كارثة صحية حقيقية”، وانتشرت صور لمرضى مستلقين على أسرّة حديدية متهالكة أو حتى على الأرض في الممرات والباحات، في ظل تجاوز الطاقة الاستيعابية للمستشفيات
انهيار شامل للمنظومة الصحية
ويعاني السودان من انهيار شبه تام في البنية التحتية الصحية، فقد أُجبر نحو 90% من مستشفيات البلاد على الإغلاق، وفقًا لنقابة الأطباء، فيما تعرضت منشآت طبية للاقتحام أو القصف أو النهب بشكل متكرر، وألقى الأطباء باللوم على الضربات التي تنفذها قوات الدعم السريع على محطات الكهرباء، ما تسبب بانقطاعات واسعة للتيار وحرم الملايين من المياه النظيفة، في وقت تحتاج فيه مكافحة الكوليرا إلى أعلى درجات النظافة والتعقيم.
برنامج الأغذية العالمي تحت النار
وفي تصعيد آخر، أعلن برنامج الأغذية العالمي أن منشأة تابعة له تعرضت لقصف “متكرر ومباشر” من قوات الدعم السريع، وأُصيبت بأضرار جسيمة، وحذر المبعوث الأميركي الخاص، مسعد بولس، من أن “الانتهاكات المتكررة ضد المدنيين والمنشآت الإنسانية تقوّض فرص الإغاثة وتتطلب تحركاً دولياً عاجلاً”.
تفاقم النزوح والدمار
كما أدت الحرب المستمرة منذ أبريل 2023 إلى مقتل عشرات الآلاف، ونزوح نحو 13 مليون شخص، في ما وصفته الأمم المتحدة بـ”أسوأ أزمة إنسانية على وجه الأرض”، وفي ولاية الخرطوم وحدها، نزح ما لا يقل عن 3 ملايين شخص، فيما عاد الآلاف مؤخراً ليجدوا منازلهم مدمرة، ولا ماء ولا خدمات.
اقرأ كمان: حادث دهس يعيق احتفالات ليفربول ويسترجع ذكريات كارثة «هيلزبره»| صور
تصعيد لا يتوقف
وفي تطور ميداني خطير، أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على بلدات استراتيجية في كردفان، بينها الدبيبات والخوي، بينما تتعرض مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش في دارفور، لقصف مكثف، ويدخل الصراع المستمر بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) عامه الثالث، فيما يزداد المشهد الميداني والسياسي تعقيدًا مع كل يوم يمر.