أعرب الألماني ألكسندر دوبريندت عن أمله في التوصل إلى اتفاق جماعي بشأن التعامل مع طالبي اللجوء الذين لم يحصلوا على تأشيرات دخول ولا يستطيعون العودة إلى بلدانهم الأصلية، وذلك من خلال إرسالهم إلى دول آمنة قريبة من أوطانهم.

ممكن يعجبك: السعودية تطلق أكبر خطة طوارئ صحية تشمل 11 طائرة إسعاف و900 سيارة إسعاف و7500 مسعف
ويأتي هذا الطرح في وقت تتواصل فيه المناقشات حول كيفية التعامل مع أزمة الهجرة، وسط انقسامات بين الدول الأعضاء بشأن توزيع الأعباء والمسؤوليات.
ألمانيا تدعو إلى اتفاق أوروبي لإرسال طالبي اللجوء
وفي مقابلة نُشرت اليوم السبت مع صحيفة فيلت زونتاج الألمانية، قال دوبريندت إن “نهج استخدام دول ثالثة يمكن أن ينجح فقط إذا تم على أساس توافق شامل”، مشيراً إلى ضرورة وجود بلدان مستعدة لاستقبال هؤلاء المهاجرين الذين لا يمكن إعادتهم فعلياً إلى بلدانهم الأصلية.
وتأتي هذه التصريحات في ظل ضغوط سياسية متزايدة داخل ألمانيا، حيث فاز المحافظون بقيادة المستشار فريدريش ميرتس في الانتخابات العامة التي أُجريت في فبراير الماضي بعد تعهدهم بخفض مستويات الهجرة، وقد أظهرت استطلاعات الرأي أن نسبة كبيرة من الناخبين تعتبر أن الهجرة باتت خارجة عن السيطرة، على الرغم من انخفاض أعداد المهاجرين على مدار العام الماضي.
وكانت المفوضية قد اقترحت في وقت سابق من الشهر الجاري خطة جديدة تسمح للدول الأعضاء برفض طلبات اللجوء التي يقدمها مهاجرون عبروا من خلال بلدان ثالثة “آمنة” في طريقهم إلى دول، وهي خطوة أثارت انتقادات واسعة من قبل منظمات حقوقية ترى فيها انتهاكاً لحقوق اللاجئين ومعايير الدولية.
شوف كمان: نتنياهو يشارك فيديو مثير للجدل عن نفق مزعوم تحت المسجد الأقصى
ألمانيا تدعو إلى اتفاق أوروبي لإرسال طالبي اللجوء”>ألمانيا تدعو إلى اتفاق أوروبي لإرسال طالبي اللجوء
تصريحات الوزير الألماني
ورغم تقديم المفوضية لهذه المقترحات، فإنها لم تحظ حتى الآن بموافقة رسمية من قبل حكومات الدول الأعضاء أو الأوروبية، في ظل تباين المواقف وتعدد الأولويات.
وقال دوبريندت في المقابلة: “لا يمكن لأي عضو في أن ينشئ هذا النموذج بمفردها، بل يجب أن يتم ذلك على مستوى ككل، نحن نعمل حالياً على إعداد الأسس اللازمة لذلك”
وكانت تصريحات الوزير الألماني قد أثارت جدلاً واسعاً في وقت سابق، لا سيما بعد إطلاقه وعوداً بتشديد إجراءات الرقابة على الحدود فور تسلّمه منصبه، وهي الوعود التي أثارت قلق وغضب بعض الدول المجاورة، التي عبّرت عن استيائها من خطط إعادة المهاجرين الذين تبيّن أنهم لا يملكون حق الدخول إلى ألمانيا.
وفي سياق متصل، تعثرت الخطة الإيطالية التي كانت تهدف إلى نقل طالبي اللجوء الذين تم إنقاذهم من البحر إلى ألبانيا، وذلك بسبب طعون قضائية من جانب المحاكم الإيطالية، مما عرقل تنفيذ الخطة بشكل فعلي.
أما على الجانب البريطاني، فقد ألغى كير ستارمر، فور توليه منصبه العام الماضي، خطة السابقة التي كانت تسعى إلى إرسال طالبي اللجوء الذين دخلوا بريطانيا دون تصريح إلى رواندا، وتأتي هذه الخطوة في إطار تغيير شامل لسياسة الهجرة البريطانية، رغم أن المملكة المتحدة لم تعد عضواً في.
تسلّط هذه التحركات الضوء على المعقدة التي تواجهها الدول الأوروبية في التعامل مع ملف الهجرة، خاصة في ظل تزايد الضغوط السياسية، وتباين الرؤى بين الدول الأعضاء حول سبل تقاسم المسؤوليات وتوفير الدعم للاجئين وفقاً للمعايير الدولية.