كيف تؤثر مشكلات الصحة النفسية على اقتصادات الدول المتقدمة والنامية؟

تعاني اقتصادات العالم من استنزاف متزايد نتيجة تفاقم مشكلات الصحة النفسية، التي أصبحت تمثل تحديًا رئيسيًا في سوق العمل وجودة الإنتاج، في ظل الحروب الاقتصادية المستمرة بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، وتشير التقديرات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي إلى أن الاضطرابات النفسية، مثل الاكتئاب والقلق، تكلف الاقتصاد العالمي أكثر من تريليون دولار سنويًا بسبب انخفاض الإنتاجية وغياب العاملين عن أعمالهم.

كيف تؤثر مشكلات الصحة النفسية على اقتصادات الدول المتقدمة والنامية؟
كيف تؤثر مشكلات الصحة النفسية على اقتصادات الدول المتقدمة والنامية؟

تأثير المشكلات الصحة النفسية

وفي تعليقه على تأثير مشكلات الصحة النفسية على اقتصادات العالم، أوضح الخبير الاقتصادي عز الدين حسانين أن هذه الاضطرابات تؤثر بشكل مباشر على القوة العاملة، حيث تؤدي إلى ضعف التركيز، وتراجع الأداء، وزيادة الإجازات المرضية، فضلاً عن تأثيرها طويل الأمد على فرص التطور المهني والاستقرار الوظيفي.

 

كما أشار حسانين، في تصريح لـ نيوز رووم، إلى أن مشكلات الصحة النفسية تحظى باهتمام كبير في العديد من الدول، حيث تمثل سببًا رئيسيًا للتقاعد المبكر أو العجز عن العمل، مما يفرض أعباءً مالية إضافية على أنظمة التأمين والخدمات الصحية، مضيفًا أن تلك المشكلات لا تقتصر آثارها الاقتصادية على الأفراد والمؤسسات فقط، بل تشمل الحكومات التي تواجه تحديات متزايدة في تغطية تكاليف الرعاية النفسية، خصوصًا في ظل ضعف البنية التحتية للصحة العقلية في كثير من البلدان.

وأردف: رغم خطورة وأهمية متابعة الصحة النفسية وتفادي مشكلاتها، إلا أن ميزانيات الصحة النفسية تمثل نسبة ضئيلة من الإنفاق الصحي العام في معظم الدول، رغم أن هذا الملف قادر على إحداث كوارث ومشكلات اقتصادية حادة في العديد من الدول

 

من جهة أخرى، يرى الخبراء أن الاستثمار في الصحة النفسية لا يعود بالنفع فقط على الأفراد، بل يعتبر خطوة استراتيجية لتعزيز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.

وتشير الدراسات إلى أن كل دولار يُستثمر في علاج الاكتئاب والقلق يعود بأربعة أضعاف في تحسين الإنتاجية والحد من التكاليف المرتبطة، وفي ظل هذه المعطيات، تتزايد الدعوات لوضع الصحة النفسية على رأس أولويات السياسات الصحية والاقتصادية، لضمان مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا.