أفادت وكالة رويترز، استنادًا إلى تقرير سري شامل مُوجّه للدول الأعضاء، بأن إيران قد نفذت أنشطة سرية باستخدام مواد غير مُعلنة في ثلاثة مواقع كانت تحت التحقيق لفترة طويلة، وقد توصلت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أن “هذه المواقع الثلاثة، بالإضافة إلى مواقع أخرى يُحتمل أن تكون مرتبطة، كانت جزءًا من برنامج نووي مُهيكل غير مُعلن نفذته إيران حتى أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وأن بعض الأنشطة استخدمت مواد نووية غير مُعلنة”، وذلك وفقًا للتقرير الذي طلبه مجلس محافظي الوكالة في نوفمبر.

مقال مقترح: الجيش الإسرائيلي يعلن عن تصدي لصاروخ باليستي أُطلق من اليمن
إيران ترفض حيازة السلاح النووي
وفي هذا السياق، جدد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم السبت، تأكيد بلاده على رفضها لحيازة السلاح النووي، وذلك في الوقت الذي تجري فيه إيران مباحثات مع الولايات المتحدة بهدف التوصل إلى اتفاق بشأن ملفها النووي، حيث قال عراقجي في كلمة متلفزة: “إذا كانت المشكلة هي الأسلحة النووية، نعم، نحن نعتبرها أيضاً غير مقبولة”، مضيفًا “نحن متفقون معهم على هذه النقطة”.
وقد أجرت طهران وواشنطن خمس جولات من المباحثات بوساطة عمانية منذ أبريل، مع تأكيد الجانبين على إحراز تقدم، رغم وجود تباين مُعلن بينهما بشأن احتفاظ إيران بالقدرة على تخصيب اليورانيوم، وخلال خطاب ألقاه في مرقد الخميني، المؤسس الراحل للنظام في إيران، جدد عراقجي رفض بلاده لامتلاك الأسلحة النووية، مشيراً إلى أن “مع أنهم التزموا في معاهدة عدم الانتشار النووي (NPT) برفض الأسلحة النووية وتفكيك ترساناتهم، إلا أنهم لم يفوا بهذا الالتزام على الإطلاق، بل إنهم يفعلون العكس تماماً”.
مقال مقترح: روسيا تحذر من 20 جماعة إرهابية و15 ألف مقاتل في أفغانستان تهدد أمن آسيا الوسطى
طابع سلمي
وأكد عراقجي أن الأنشطة النووية الإيرانية ذات طابع سلمي، محذراً من أن المخاوف الغربية لا يمكن أن تُستخدم كتبرير لانتهاك الحقوق القانونية للإيرانيين، حيث قال: “لا يحق لهم، لمجرد أنهم قلقون، أن يحرموا الشعب الإيراني والأجيال القادمة من حق مكفول لهم بموجب القانون الدولي وحقوق الإنسان الدولية”.
وأضاف وزير الخارجية الإيراني أن “التخصيب النووي هو من الضرورات الأساسية وحاجات البلاد الملحة، وهناك الكثير مما يمكن قوله في هذا الشأن”، مشيراً إلى أن “حق التخصيب يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمبدأ رفض الهيمنة”، وأوضح أن حق التخصيب، سواء في المفاوضات السابقة أو الحالية، لطالما كان موضع تركيز دائم في وزارة الخارجية.
واختتم قائلاً: “عندما يُقال لنا إنه لا ينبغي لكم امتلاك برنامج تخصيب لأننا “قلقون”، فإن هذا الكلام مرفوض تماماً من قبل الشعب الإيراني، لأنه يعني القبول بهيمنة الآخرين، وهو أمر غير مقبول على الإطلاق”، مشدداً على أن هذا الموقف يمثل أحد الثوابت الرئيسية في السياسة الخارجية الإيرانية، قائلاً: “هذا من المحاور الأساسية التي تابعناها وسنواصل متابعتها في ملفنا النووي، والطاقة النووية هي حقٌّ مشروع للشعب الإيراني”.