أعلن وزير الخارجية الألماني، يوهان فاديفول، في مقابلة مع صحيفة “زود دويتشه تسايتونغ”، أن بلاده ستتخذ قرارها بشأن الموافقة على شحنات أسلحة جديدة إلى إسرائيل بناءً على تقييم شامل للوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة، وأشار فاديفول إلى تزايد الشكوك حول مدى توافق العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد حركة حماس في غزة مع القانون الدولي.

اقرأ كمان: البيت الأبيض يؤجل فرض عقوبات جديدة على إيران استعدادًا للجولة السادسة
وزير الخارجية الألماني
قال يوهان: “ندرس هذا الأمر بدقة، وإذا تطلب الأمر، سنتخذ القرار بشأن شحنات الأسلحة الجديدة استنادًا إلى هذا التقييم”، تأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد لهجة الحذر في برلين، حيث تتزايد الانتقادات الدولية لإسرائيل، في ضوء تدهور الأوضاع الإنسانية واستمرار الحصار وارتفاع أعداد الضحايا المدنيين في القطاع.
ورغم هذه الانتقادات، أكد فاديفول أهمية قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها في مواجهة التهديدات الإقليمية، مشيرًا إلى المخاطر التي تواجهها من جماعة الحوثيين في اليمن، وحزب الله في لبنان، وكذلك من إيران، وقال: “بالنسبة لي، لا شك في أننا نتحمل مسؤولية خاصة في دعم إسرائيل”، مكررًا التزام ألمانيا بمبدأ “شتاتسريزون”، أي مبدأ “أمن إسرائيل كجزء من مصلحة الدولة الألمانية”، في إشارة إلى المسؤولية التاريخية لألمانيا الناتجة عن المحرقة النازية خلال الحرب العالمية الثانية.
وأضاف الوزير: “ومع ذلك، هذا لا يعني بالطبع أن الحكومة الإسرائيلية يمكنها أن تفعل ما تشاء دون مساءلة”.
ممكن يعجبك: طرابلس تشهد اشتباكات جديدة مع اقتحام مسلحين وزارة الخارجية وتحدي جهاز الردع لقرار حله
وزير الخارجية الألماني
الضغوط الدولية على إسرائيل
تزايدت الضغوط الدولية على إسرائيل منذ أن قدمت جنوب أفريقيا دعوى أمام محكمة العدل الدولية بعد ثلاثة أشهر من اندلاع الحرب في غزة، تتهم فيها إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، وقد رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذه الاتهامات واعتبرها “مشينة”.
تناولت الدعوى أيضًا الحصار المفروض على غزة، الذي اشتد بعد انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في أوائل مارس/آذار، وكانت منظمة دولية لمراقبة الجوع قد حذرت في منتصف مايو من أن نحو نصف مليون شخص في غزة يواجهون خطر المجاعة نتيجة الحصار.
في مواجهة الضغوط المتزايدة من حلفائها، اضطرت إسرائيل إلى تخفيف الحصار الأسبوع الماضي بعد استمراره نحو 11 أسبوعاً، وقد رفض نتنياهو الاتهامات بأن بلاده تسعى لإحداث مجاعة متعمدة في القطاع.
وزير الخارجية الألماني
في تطور لافت، صرح المستشار الألماني فريدريش ميرتس، يوم الثلاثاء، أن الضربات الجوية الإسرائيلية المتواصلة على غزة لم تعد مبررة بالحاجة لمحاربة حماس، وذلك بعد مرور أكثر من سبعة أشهر على الهجوم الذي شنته الحركة في السابع من أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص داخل إسرائيل وكان شرارة اندلاع الحرب.
منذ ذلك الحين، قُتل أكثر من 54 ألف فلسطيني نتيجة الحملة العسكرية الجوية والبرية الإسرائيلية على غزة، وفقًا للتقديرات الأخيرة، في الوقت الذي تتزايد فيه الدعوات الدولية لمساءلة إسرائيل والضغط من أجل التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار وتحسين الأوضاع الإنسانية الكارثية في القطاع.