أعلن تنظيم داعش عن مسؤوليته عن هجومين استهدفا قوات الأمن السورية، وهما الهجومان الأولان منذ تولي الحكومة الانتقالية برئاسة الرئيس أحمد الشرع السلطة.

مقال مقترح: قاضي أمريكي يعلق ترحيل عائلة مصرية متهمة في هجوم كولورادو الإرهابي
وأفاد التنظيم الإرهابي، المعروف أيضًا باسم الدولة الإسلامية، بأنه أسفر عن مقتل وإصابة سبعة عناصر من “النظام السوري المرتد” جراء تفجير عبوة ناسفة على طريق جنوب سوريا، حيث وقع الهجوم في منطقة تلول الصفا الصحراوية النائية بمحافظة السويداء.
وكشف مصدر عسكري في منطقة السويداء لشبكة CNN أن وحدة استطلاع تابعة للجيش السوري الحر تعرضت لكمين يوم الأربعاء أثناء تتبعها لتحركات داعش في المنطقة، مما أسفر عن مقتل مقاتل واحد وإصابة ثلاثة آخرين.
وتدعم وحدات الجيش السوري الحر الجيش الأمريكي في منطقة التنف لخفض التصعيد، بالقرب من الحدود مع الأردن ومصر، حيث يتواجد موقع صغير للولايات المتحدة.
وأضاف المصدر أن منطقة تلول الصفا تُعتبر “منطقة وعرة وخطيرة للغاية، حيث استغل داعش تضاريسها لفترة طويلة”.
هجوم داعش
فقد داعش معظم الأراضي التي كان يسيطر عليها في سوريا بحلول نهاية عام 2017، لكنه لا يزال يحتفظ بموطئ قدم في الصحراء الوسطى الشاسعة في البلاد، وقد أعلن التنظيم مسؤوليته عن هجوم آخر في نفس المنطقة قبل عدة أيام.
وتواصلت شبكة CNN مع الحكومة في دمشق للحصول على تعليق، حيث أكدت وزارة الداخلية السورية الأسبوع الماضي أن قوات الأمن العاملة في منطقة ليست بعيدة عن مكان وقوع الهجمات قد صادرت “عددًا من العبوات الناسفة، بالإضافة إلى أسلحة” في مواقع تابعة لخلية إرهابية مرتبطة بداعش.
ويشير معهد دراسة الحرب، الذي يتخذ من واشنطن العاصمة مقرًا له، إلى أن التنظيم ربما احتفظ بخلايا في جنوب سوريا رغم عدم تنفيذ أي هجمات هناك لمدة عامين على الأقل.
حثت الولايات المتحدة وحكومات غربية أخرى الحكومة السورية الجديدة على اتخاذ تدابير لمنع عودة ظهور داعش والجماعات الإرهابية الأخرى على الأراضي السورية، لكن الحكومة واجهت تحديات في بسط سلطتها على منطقة السويداء، حيث وقعت اشتباكات بين الجماعات الدرزية والسنية.
تحديات كبيرة تواجه الحكومة الانتقالية
يأتي هذا التصعيد في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا، التي تسعى لاستعادة السيطرة على المناطق التي لا تزال تشهد نشاطًا لعناصر تنظيم داعش والجماعات المسلحة الأخرى.
ممكن يعجبك: فوز كارول ناوروتسكي في الانتخابات الرئاسية البولندية
ويشكل الوضع الأمني في الصحراء السورية تحديًا استراتيجيًا نظرًا لوعورة التضاريس وصعوبة الوصول إليها، مما يمنح التنظيم الإرهابي فرصة للاستفادة من هذه المناطق كملاذ آمن لإعادة تنظيم صفوفه وتخطيط هجماته.
ومع تزايد الضغط الدولي على دمشق لضمان استقرار الأوضاع ومنع تجدد الإرهاب، يبقى المراقبون يحذرون من أن استمرار ضعف السيطرة الحكومية قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الأمنية في جنوب البلاد، مما يعقد جهود تحقيق السلام والاستقرار في سوريا بشكل عام.