في عيد الإعلاميين الـ91….

ممكن يعجبك: تنسيق الجامعات 2025 وتوقعات الحد الأدنى بعد تعديل مجموع الثانوية العامة
في ظل التغيرات السريعة التي يشهدها المشهد الإعلامي سواء في مصر أو على مستوى العالم، ومع التحديات التي تفرضها تقنيات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، يتزايد دور التنظيم الإعلامي في الحفاظ على المهنية ورفع مستوى وعي الجمهور، حيث تشير الدكتورة هويدا مصطفى “عضو لجنة التظلمات في المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام” إلى ملامح المشهد الحالي ودور المجلس في تحقيق التوازن بين الإبداع والضوابط، وتؤكد على ضرورة وجود وزير إعلام قوي يعيد توحيد السياسات ويقود الإعلام نحو المستقبل.
أداء الإعلام المصري: تطور ملحوظ رغم التحديات
كيف تقيّمين أداء الإعلام المصري في الوقت الراهن؟
شهد الإعلام المصري تطورًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، حيث أصبح أكثر وعيًا بدوره الوطني في ظل التحديات الإقليمية والدولية الجسيمة، هناك جهود حقيقية لتعزيز المهنية والموضوعية ورغبة في الارتقاء بالمحتوى الإعلامي، رغم وجود بعض السلبيات التي نسعى لمعالجتها.
مواضيع مشابهة: السفير مجدي عامر يؤكد تعزيز الرئيس السيسي للعلاقات المصرية الصينية
تحولات تكنولوجية ومخاطبة جيل جديد
ما أبرز التحديات التي يواجهها الإعلام المصري اليوم؟
تشمل أبرز التحديات التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، وانتشار المعلومات المغلوطة، بالإضافة إلى ضرورة تدريب الكوادر الإعلامية على أدوات العصر الحديث، كما نواجه تحديًا في كيفية مخاطبة الأجيال الجديدة بلغة تتناسب مع وعيها، وتحديًا آخر في تحقيق التوازن بين السبق الصحفي والصدق المهني.
دور المجلس الأعلى: رصد المخالفات وتنظيم الأداء
ما الدور الذي يلعبه المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في هذا السياق؟
المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام هو الجهة المسؤولة عن ضبط المشهد الإعلامي وتنظيمه وفقًا للقانون والمعايير المهنية، نحن نرصد المحتوى المقدم للجمهور ونتدخل عند وجود مخالفات واضحة من خلال إنذارات أو توقيع عقوبات أو حتى وقف البرامج أو القنوات عند الضرورة، لدينا آلية لرصد التجاوزات عبر لجان مختصة تعمل على مدار الساعة.
لجنة الشكاوى: صوت المواطن يصل
ماذا عن لجنة الشكاوى والتظلمات؟ ما حجم الشكاوى التي تتلقونها وكيف يتم التعامل معها؟
تلعب لجنة الشكاوى والتظلمات دورًا أساسيًا في التواصل مع الجمهور، نتلقى عددًا كبيرًا من الشكاوى يوميًا، سواء من المواطنين أو من جهات رسمية، بشأن محتوى إعلامي يُعتبر مسيئًا أو مضللًا، نقوم بدراستها بعناية، وإذا ثبتت المخالفة، نتخذ الإجراءات القانونية والتنظيمية اللازمة لتحقيق الانضباط وصون حقوق الجمهور.
منصات رقمية تحت المجهر
هل للمجلس سلطة على المنصات الرقمية والمواقع الإلكترونية أيضًا؟
نعم، نحن نتابع المواقع الإلكترونية والمنصات الرقمية ونتعامل معها بنفس الجدية التي نتعامل بها مع القنوات والصحف، هناك مواقع تم إنذارها أو وقفها بسبب تجاوزات مهنية أو أخلاقية، لا يمكن أن نسمح بانفلات إعلامي على أي منصة مهما كانت طبيعتها.
لجنة الدراما وحرية الإبداع
كيف ترون دور لجنة الدراما التابعة للمجلس؟ وهل وجودها يتعارض مع حرية الإبداع؟
لجنة الدراما لها دور استشاري وتنظيمي، وليست جهة رقابية تقليدية، تتابع الأعمال الدرامية وتصدر تقارير مهنية بهدف تقويم الأداء، لا تكميم الأفواه، نؤمن بحرية الإبداع، لكننا نرفض الترويج للعنف أو الصور السلبية عن المجتمع بشكل مبتذل، نحرص على التوازن بين حرية التعبير والمسؤولية الاجتماعية.
ورش كتابة الدراما: ضرورة لتجويد المحتوى
هل المجلس يتدخل في مراحل إنتاج المسلسلات مثل ورش الكتابة؟
لا نتدخل في مراحل الإنتاج أو الكتابة بشكل مباشر، لكننا نحث صُنّاع الدراما على أهمية وجود ورش كتابة احترافية تضمن جودة النصوص وتنوع الشخصيات، الورش جزء من تطور الصناعة، ولا غنى عنها إن أردنا دراما ترتقي بالذوق العام، وأفضل دراما تكتب من قبل كاتب واحد تكون شخصية الكاتب واضحة في الخط الدرامي مثل دراما أسامة أنور عكاشة.
عيد الإعلاميين الـ91: وقفة للتقييم واستعادة الريادة
ماذا يمثل لكِ الاحتفال بعيد الإعلاميين الـ91؟
عيد الإعلاميين مناسبة مهمة لاستحضار تاريخ الإعلام الوطني وتكريم رموزه، في الاحتفال الـ91، أكدنا على ضرورة استعادة ريادة الإعلام المصري وتكريم الكفاءات، كما كانت فرصة للتذكير بأهمية الالتزام المهني والبحث عن الحقيقة، إلى جانب الدعوة لتعزيز قدرات الإعلاميين في مواجهة التحديات الراهنة.
الحاجة إلى وزير إعلام قوي
في ظل هذا المشهد، هل ترى أن مصر بحاجة إلى وزير إعلام؟
نعم، نحن بحاجة إلى وزير إعلام قوي لديه رؤية شاملة وصلاحيات تمكنه من توحيد السياسات الإعلامية وتمثيل الإعلاميين أمام صناع القرار، وجود وزارة إعلام لا يتعارض مع التنظيم أو الحرية، بل هو ضرورة في ظل التحديات الراهنة، من أجل تنسيق الجهود وتفعيل دور الإعلام كجزء من منظومة الأمن القومي.
بين الحرية والمسؤولية
وأخيرًا، كيف يمكن التوازن بين حرية الرأي والحفاظ على القيم المجتمعية؟
حرية الرأي مكفولة، لكن لا ينبغي أن تتحول إلى فوضى، المطلوب هو إعلام مسؤول يعبر عن هموم الناس دون تهويل ويعرض وجهات النظر دون تحريض، الحفاظ على القيم لا يعني فرض الوصاية على العقول، بل هو صون لهويتنا وتأكيد على أن الحرية تأتي مع المسؤولية.