إيران تحدد شروطها: التخصيب غير قابل للتفاوض والاتفاق يقترب وفقاً لمتطلبات طهران

في دلالة جديدة على تحريك الركود في ملف إيران النووي، أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، اليوم السبت، عن تحقيق بعض التقدم في المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة، مشدداً على تمسك بلاده بحقها في تخصيب اليورانيوم، وسط تحذيرات من تجاوز “الخطوط الحمراء”.

إيران تحدد شروطها: التخصيب غير قابل للتفاوض والاتفاق يقترب وفقاً لمتطلبات طهران
إيران تحدد شروطها: التخصيب غير قابل للتفاوض والاتفاق يقترب وفقاً لمتطلبات طهران

إيران ترفض المساس بحق التخصيب

وفي تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا”، أكد إسلامي رفضه الطروحات التي تتحدث عن وقف تخصيب اليورانيوم بالكامل، مشيراً إلى أن هذه التصريحات “تنطبق بالأغلب على إسرائيل”، في إشارة إلى ما تعتبره طهران ازدواجية في المعايير الدولية.

كما كشف إسلامي أن محطة بوشهر النووية، التي تبلغ قدرتها 1000 ميغاواط، أنتجت خلال العام الماضي أكثر من 7.3 مليار كيلوواط/ساعة من الكهرباء.

وأضاف أن إيران تخطط لزيادة قدرة إنتاج الطاقة النووية إلى 3000 ميغاواط بنهاية “الخطة التنموية السابعة”، مشيراً إلى أن العمل جارٍ لإقامة محطتين جديدتين للطاقة النووية في جنوب وشمال إيران.

وأوضح أن الهدف الاستراتيجي لمنظمة الطاقة الذرية يتمثل في الوصول إلى إنتاج 20 ألف ميغاواط من الكهرباء خلال العقدين القادمين، وفقاً لوثيقة طويلة الأمد.

تقدم تقني في الطب النووي والعلاج بالبلازما والليزر

وأشار إسلامي إلى أن المنظمة حققت خطوات نوعية في مجالات العلاج بالبلازما والليزر والتقنيات الكمية، مؤكداً أن المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية المنتجة محلياً باتت تضاهي ما تنتجه الدول المتقدمة، وتُستخدم في تشخيص وعلاج مجموعة واسعة من الأمراض.

البرلمان الإيراني يحسم الجدل: لا تفاوض على مبدأ التخصيب

من جانبه، أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، إبراهيم عزيزي، أن مبدأ تخصيب اليورانيوم “خط أحمر لا يمكن تجاوزه”، قائلاً: “لم ولن نجري أي مفاوضات حول هذا المبدأ، وأي مقترح يتجاهل حق التخصيب مرفوض تماماً”

وأضاف أن التنسيق بين البرلمان، ووزارة الخارجية، وفريق التفاوض رفيع المستوى، يضمن بقاء المفاوضات ضمن الأهداف الوطنية والخطوط الحمراء المحددة مسبقاً.

المفاوضات مع واشنطن

تأتي هذه التصريحات في وقت تواصل فيه إيران والولايات المتحدة مفاوضات غير مباشرة منذ أبريل الماضي، بوساطة سلطنة عمان، في محاولة للتوصل إلى اتفاق جديد بشأن البرنامج النووي الإيراني بعد انهيار الاتفاق السابق.

وعلى الرغم من إقرار الطرفين بوجود تقدم، لا يزال الخلاف قائماً بشأن مسألة احتفاظ إيران بحق تخصيب اليورانيوم، الذي تعتبره واشنطن “خطاً أحمر”، بينما تصر طهران على أنه “حق سيادي” ضمن الاستخدام السلمي للطاقة النووية.

تستمر بعض الدول الغربية، إلى جانب إسرائيل، في اتهام إيران بالسعي لتطوير سلاح نووي، وهو ما تنفيه طهران بشدة، مؤكدة أن برنامجها النووي مخصص لأغراض سلمية بحتة، وتحت رقابة دولية جزئية.

من جهته، صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الجمعة، بأن إيران “لا يمكنها امتلاك سلاح نووي”، مضيفاً أن البلدين “أصبحا قريبين جداً من التوصل إلى اتفاق”.

إلا أن كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي، خفف من وطأة التفاؤل، وكتب على منصة “إكس” قائلاً: “لسنا واثقين من أن الاتفاق وشيك”