يواجه قطاع البترول المصري تحديات متعددة، تشمل تراجع الإنتاج الطبيعي من الآبار، وزيادة الضغوط التمويلية، وتقلبات الأسواق العالمية، ومع ذلك، يشهد القطاع إنجازات ملحوظة في مجالات البنية التحتية، وعقود الشراكة، وخطط الاستكشاف والإنتاج.

شوف كمان: وزير المالية يكلف سامي رمضان بتسيير أعمال نائب رئيس مصلحة الجمارك
في هذا السياق، تحدث المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، بشفافية خلال مؤتمر صحفي عُقد مؤخرًا، حيث استعرض رؤية الوزارة للمرحلة المقبلة، وأكد أن زيادة الإنتاج المحلي واستعادة ثقة الشركاء تمثلان الركائز الأساسية للنهوض بالقطاع وتعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة.
زيادة الإنتاج المحلي
قال الوزير إنه إذا كان هناك أمر واحد قادر على إحداث الفارق، فهو زيادة الإنتاج المحلي من البترول والغاز.
أشار إلى أن حوالي 60% من آبار البترول في مصر تعتبر آبارًا قديمة، إلا أن هناك خططًا لرفع كفاءتها وتعظيم إنتاجها باستخدام أحدث التكنولوجيات، مع التركيز على الكفاءات المصرية.
إعادة ثقة الشركاء
وأوضح “بدوي” أن الوزارة استطاعت خلال الأشهر الماضية استعادة الثقة مع الشركاء الدوليين والمحليين، من خلال الالتزام بسداد المستحقات وطرح فرص استثمارية جديدة.
وأكد أن هذه الجدية هي ما دفع الشركات العالمية لمواصلة العمل في مصر رغم التحديات العالمية، وأشاد الوزير بالدعم الكبير من القيادة السياسية، مشيرًا إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يتابع بصورة دورية المشروعات الكبرى في البترول والغاز، ويوجه بتيسير التعاون مع الشركاء الاستراتيجيين.
نموذج للتكامل الحكومي
وأشار الوزير إلى التنسيق الوثيق بين وزارات البترول والكهرباء والمالية والبنك المركزي، واصفًا هذا التناغم بأنه “نموذج ناجح للتكامل الحكومي”، حيث لا يمكن لأي وزارة أن تنجح بمفردها، فالتكامل هو كلمة السر لعبور الأزمات وضمان أمن الطاقة.
مواضيع مشابهة: أرباح شركة مطاحن مصر الوسطى ترتفع بنسبة 5% خلال 10 أشهر
استشهد الوزير بتمسك كبرى شركات الطاقة العالمية باستثماراتها في مصر، رغم تقليص إنفاقها في دول أخرى، وقال إنه عندما يختار رئيس تنفيذي لإحدى أكبر الشركات أن يحتفظ باستثماراته في مصر ضمن أولوياته، فإن هذه رسالة ثقة يجب أن نثمنها.
استثمار مصري
في خطوة لافتة، كشف الوزير عن فتح الوزارة الباب أمام المستثمرين المصريين للمشاركة في مشروعات الحفر والخدمات البترولية، حيث قال: “نحن على تواصل مع رجال أعمال مثل صلاح إياد وأحمد علام وغيرهم، ووجودهم يعزز القدرات المحلية ويضخ دماء جديدة في القطاع.”
ملف الغاز القبرصي
تحدث الوزير عن تقدم ملموس في ملف الغاز القبرصي، مشيرًا إلى أن الاتفاقيات الموقعة مؤخرًا تمثل نقلة نوعية في استراتيجية مصر للتحول إلى مركز إقليمي للطاقة، حيث بدأنا بالفعل في ضخ الغاز القبرصي ومعالجته وتصديره من مصر، وهذه خطوة كبيرة في تعزيز موقعنا الإقليمي.
اختتم وزير البترول تصريحاته برسالة طمأنة، حيث قال: “أنا متفائل جدًا بمستقبل القطاع، نعم لدينا تحديات، لكنها ليست مستحيلة، وبالعمل التكاملي، وبمشاركة الشركاء، وبدعم القيادة، يمكننا أن نعيد القطاع لمكانته الطبيعية، بل ونتجاوزها.”