وفاة الدكتور حمدي النجار متأثرًا بجراحه بعد مجزرة خانيوس تاركًا خلفه أطفاله التسعة

أفادت وسائل إعلام فلسطينية، السبت، بوفاة الدكتور حمدي النجار متأثراً بجراحه التي تعرض لها نتيجة غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزله في منطقة قيزان النجار بمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، وذلك في 25 مايو الماضي.

وفاة الدكتور حمدي النجار متأثرًا بجراحه بعد مجزرة خانيوس تاركًا خلفه أطفاله التسعة
وفاة الدكتور حمدي النجار متأثرًا بجراحه بعد مجزرة خانيوس تاركًا خلفه أطفاله التسعة

لحق بأبنائه التسعة

وذكر مصدر طبي من مستشفى خان يونس أن النجار توفي بعد أيام من إصابته البالغة في القصف، الذي أسفر عن وفاة تسعة من أطفاله حرقاً تحت أنقاض المنزل.

وكانت زوجة الراحل قد تعرضت لصدمة كبيرة عند تسلُّم جثامين أبنائها التسعة داخل مستشفى ناصر الطبي بخان يونس أثناء عملها، وذلك بعد القصف الذي حول منزل العائلة إلى رماد، بينما نجا طفلها العاشر آدم، إلا أنه أصيب بجروح خطيرة وظل في العناية المركزة، قبل أن يفارق الحياة لاحقًا.

وبحسب مصادر فلسطينية، فقد أوصل الدكتور النجار زوجته إلى المستشفى قبل الغارة، ثم عاد إلى منزله حيث كان أطفاله ينتظرونه، لكن القصف باغته وترك عائلته بين شهيد وجريح.

وفي المقابل، اكتفى الجيش الإسرائيلي بالقول إن طائراته استهدفت “عدداً من المشتبه بهم الذين تم التأكد من هويتهم وكانوا يتحركون بالقرب من قوات إسرائيلية في خان يونس”، مشيراً إلى أنه يُجري مراجعة للادعاءات حول سقوط مدنيين في الهجوم.

ونشر الدفاع المدني في غزة فيديو مصوراً من موقع الغارة، حيث أظهر المسعفين وهم يحملون رجلاً مصاباً على نقالة، بينما كان آخرون يحاولون إخماد حريق يلتهم المنزل، وانتشلوا رفات عدة أطفال متفحمة من بين الأنقاض وقاموا بلفها بملاءات بيضاء.

وفي رسالة تعزية للدكتورة النجار، أكدت وزارة الصحة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة أنها ستظل تذكرها كـ”المرأة الفلسطينية الصامدة والطبيبة النبيلة التي تعالج جراح الآخرين، وتتحمل آلامها في صمت”.

وأضافت الوزارة: “هذه الجريمة المروعة ليست حادثة معزولة، بل هي جزء من استهداف مُمنهج للكوادر والمؤسسات الطبية، يهدف إلى كسر إرادة الصامدين في غزة”

ويعيد رحيل الدكتور حمدي النجار تسليط الضوء على الكلفة الإنسانية الباهظة للحرب المستمرة في قطاع غزة، التي لم تترك عائلة إلا وطرقت أبوابها بالفقد والدمار.

ويُعتبر استشهاد الدكتور حمدي النجار وعائلته مثالًا صارخًا على المأساة التي يعيشها المدنيون في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، حيث تتوالى المجازر بحق الأسر الفلسطينية وسط تصعيد عسكري غير مسبوق.

وتُظهر هذه الجريمة، كما غيرها، حجم المعاناة التي يتكبدها الأطباء والعاملون في القطاع الصحي، الذين يواجهون الموت مرتين: مرة في ساحات العمل الإنساني، ومرة تحت القصف في بيوتهم، دون أي حصانة أو حماية دولية تُذكر