الساعون وراء الأرزاق رغم المخاطر رحلة معاناة الصيادين باليد على ضفاف النيل في قنا

يخرج الصيادون في الساعات الأولى من الصباح، حاملين أدوات الصيد اليدوية على أكتافهم، في قرى مركز قوص جنوب محافظة قنا، يصطفون على ضفاف النهر بانتظار الخير الذي قد يجلبه لهم، ويضعون صناديق كبيرة تشبه البراميل الصغيرة، ويتركون بها الطعم لفترة، بينما يخوض الصياد في النهر دون أي حماية من درجة حرارة المياه صيفاً أو شتاءً، ولا يخشى من هجوم الحشرات السامة التي قد تكون موجودة في المياه.

الساعون وراء الأرزاق رغم المخاطر رحلة معاناة الصيادين باليد على ضفاف النيل في قنا
الساعون وراء الأرزاق رغم المخاطر رحلة معاناة الصيادين باليد على ضفاف النيل في قنا

تقدم لكم “نيوز رووم” تفاصيل المشكلات التي يواجهها صيادو الأسماك في نهر النيل بقرى مركز قوص بمحافظة قنا.

الرزق المر في قاع النهر بقنا

يقول سيد محمد، أحد صيادي الأسماك بقوص، إن الصيد باليد يعد من أخطر أنواع الصيد، حيث يتعرض الصياد في كثير من الأحيان لدغات العقارب والثعابين، وهجوم أي شيء قد يتسبب في إيذائه، خاصة أن معظم الصيادين يخرجون في أوقات صعبة في ساعات الفجر، ودون أي وقاية تحميهم، حيث يخوضون في النهر بأقدامهم ومعهم أدوات الصيد الخاصة بهم، وبعضهم يصطاد السمك بيديه ويضعه في ملابسه.

وأشار إلى أن هناك صيادين يربطون جلبابهم ويصطادون الأسماك بيدهم على ضفاف النهر، ويجتهد الكثير منهم في البحث عن لقمة العيش ورزقهم، إلا أن مشقة الحصول عليها تجعلهم يفكرون ملياً في المخاطر التي يتعرضون لها.

لدغات وأمواج مفاجئة من قلب النهر

أوضح يحيى محمود، أحد الصيادين، أن الكثير من الصيادين يعرضون أنفسهم وحياتهم للخطر أثناء عملية الصيد، ولا أحد يعلم أنه بعد يوم كامل من المعاناة قد يرزق، وفي أوقات أخرى لا يحدث شيء، والأسوأ من ذلك هو ما يمر به الصياد عند العودة إلى منزله دون أي شيء يذكر، مما يضطره إلى الجلوس على ضفاف النهر انتظاراً للفرج، حتى لو اضطر للصيد في مركب في قلب النهر ليعود إلى منزله بما يكفي من حاجته.

كما أشار إلى أن الحياة مليئة بالصعوبات، ولقمة العيش تتطلب الكثير من الجهد، لكن خطر الإصابة أو الوفاة لا قدر الله بسبب ما يتعرض له الصياد، خاصة في ظل التقلبات الجوية المفاجئة وموجات النهر الغاضبة، بالإضافة إلى وجود الحشرات السامة على ضفاف وقاع النهر.