تعاني قرية قولونجيل التابعة لمحافظة الدقهلية من أزمة بيئية وإنسانية متصاعدة، حيث غمرت مياه الصرف الصحي الشوارع والمنازل، مما أدى إلى غياب واضح لتحرك الجهات المسؤولة، وأثار ذلك موجة من الغضب والاستياء بين الأهالي الذين يواجهون معاناة يومية تهدد حياتهم وصحتهم.

من نفس التصنيف: الإنتاج الحربي ينظم ندوات توعوية لتعزيز ثقافة العمل الجماعي بين العاملين
“نعيش وسط المجاري”
تحولت القرية في الأيام الأخيرة إلى بؤرة صحية خطيرة، بعد أن فاضت مياه الصرف في الشوارع والأزقة، وامتدت إلى داخل عدد من المنازل، حتى وصلت إلى غرف النوم في بعض الحالات، وفقًا لشهادات السكان المحليين.
يقول أحد المواطنين المتضررين:”نعيش وسط مياه الصرف الصحي، والمشكلة أن المواسير الموجودة بالقرية قديمة ومهترئة، فهي من الفخار وبقطر لا يتجاوز 4 بوصات، ولا تصلح للاستخدام في ظل الزيادة السكانية، نناشد محافظ الدقهلية بالنزول بنفسه لرؤية الكارثة على أرض الواقع.”
شوف كمان: تنفيذ 35 قرار إزالة للتعديات على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة
تحذيرات من انتشار الأمراض
أعرب الأهالي عن قلقهم من تفشي الأمراض والأوبئة بسبب تلوث المياه، وانتشار الحشرات، والروائح الكريهة، خاصة بين الأطفال وكبار السن، وأكد بعضهم أن الوضع ينذر بكارثة صحية إذا استمرت الجهات المسؤولة في تجاهل الأزمة.
وقال أحد السكان:”البيوت أصبحت تطفو فوق مياه المجاري، وهذه كارثة تمس حياة آلاف المواطنين، وليست مشكلة فردية، ما يحدث هنا يهدد أجيالًا كاملة بالبلهارسيا وأمراض الكبد والجهاز التنفسي.”
نقطة وصل مهملة بين الريف والمدينة
على الرغم من أهمية موقع قرية قولونجيل، التي تُعد همزة وصل بين الريف والمدينة، وتضم عددًا من المرافق الخدمية الحيوية مثل مركز الكبد والتأمين الصحي والموقف الرئيسي، إلا أن البنية التحتية لا تزال مهملة وتعاني من التدهور المستمر.
شدد أحد المواطنين على أهمية تطوير القرية قائلًا:”قولونجيل ليست قرية نائية، بل منطقة مركزية، ويجب التعامل مع مشكلتها على هذا الأساس، نطالب بإعادة تأهيل شبكة الصرف الصحي بشكل كامل، حفاظًا على أرواح الناس وكرامتهم.”
صرخة في وجه الإهمال
ما تعيشه قرية قولونجيل اليوم يعكس فجوة خطيرة في منظومة البنية التحتية والخدمات الأساسية في عدد من القرى المصرية، ويطرح تساؤلات عن جدية الاستجابة الرسمية للأزمات البيئية.
ويبقى أمل الأهالي معلقًا على تدخل عاجل من الجهات المعنية لوضع حدٍ لمعاناتهم، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل أن تتحول المشكلة إلى كارثة صحية وإنسانية أوسع نطاقًا.