حصلت خبر صحعلى معلومات جديدة حول حادثة التنقيب عن آثار أسفل أحد قصور الثقافة المجاورة لطريق الكباش في الأقصر، حيث تشير المعلومات إلى عدم التدقيق في هوية الشركة المكلفة بصيانة القصر، وعدم وجود أي مستندات تثبت هويتها أو طبيعة عملها.

مقال مقترح: وزير الصحة يناقش تنظيم مهنة مساعد الخدمات الصحية وتطوير برامج تأهيل معتمدة
مصادر تكشف
وكشف الشاعر وائل السمري عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن الشركة التي تقوم بترميم القصر هي شركة وهمية، ولا توجد أي معلومات موثقة عنها، حيث تقدمت تلك الشركة إلى وزارة الثقافة تحت زعم أنها ستقوم بصيانة القصر بالمجان كهدية للشعب المصري، وتمت الموافقة على طلبها ولكن دون الحصول على الضمانات الكافية أو مستندات تثبت هويتها.
والمفاجأة الأكبر التي أكدتها السمري وعدة مصادر أخرى، أن الحفر لم يكن مقتصرًا على قصر الثقافة فقط، بل شمل عدة بيوت مجاورة للقصر، والذي يلاصق طريق الكباش، وأن الشركة تعمل في هذا المكان منذ عامين.
القصر يعمل على الورق
فيما أشار الشاعر وائل السمري عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إلى أن القصر هو أحد القصور المؤجرة من المحافظة، وكان من المفترض أن يكون ضمن خطة الوزارة الخاصة بالتخلص من القصور والبيوت المؤجرة، مما يثير التساؤلات حول سبب ترك الوزارة له وسبب موافقتها على ترميمه.
والمفاجأة الأكبر التي كشف عنها السمري وبالمستندات، هي أن القصر مدرج في جدول أنشطة الوزارة، والمفترض أنه خلال الشهر الجاري سيعقد 15 فعالية مختلفة وهو موجود على موقع الهيئة.
بداية القصة
كشفت مصادر خاصة لـ “نيوز رووم” عن تحقيقات مكثفة تجريها الرقابة الإدارية في واقعة حفر غير شرعي لغرض التنقيب عن الآثار، والتي حدثت بجانب طريق الكباش في الأقصر، وتحديدًا داخل بيت ثقافة الطفل الذي يقع خلفه مباشرةً.
وأفاد مسؤولون بوزارة السياحة والآثار، أن عمليات الحفر داخل بيت الثقافة تقع خارج نطاق عمل الوزارة، مؤكدين أن وزارة الثقافة قد أحالت المسؤولين عن بيت الثقافة للتحقيق، حسب بيان لها، كما أكدوا استعدادهم لتشكيل لجنة لمعاينة الحفر فور تلقي الطلب بذلك.
العثور على لقى فخارية وتحقيقات النيابة
بالتوازي، علمت “نيوز رووم” من مصادر داخل محافظة الأقصر أن المتورطين في الحفر قد عثروا على بعض اللقى الفخارية، وأن القضية لا تزال قيد التحقيق.
وزير الثقافة يتخذ إجراءات حاسمة
يأتي ذلك بعد أن وجه الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، بإحالة عدد من المسؤولين بإقليم جنوب الصعيد للتحقيق، إثر زيارة تفقدية قام بها لقصري ثقافة الأقصر والطفل، وصرح الوزير بأنه لن يتهاون في محاسبة أي تقصير أو إهمال، مؤكدًا على استمرار المتابعة الميدانية الدقيقة لكافة المشروعات الثقافية.
جاءت زيارة الوزير في إطار جولته لمحافظات الصعيد لافتتاح قصر ثقافة أخميم بسوهاج، حيث تفقد قصر ثقافة الأقصر وبيت ثقافة الطفل الجاري ترميمهما ورفع كفاءتهما ضمن خطة تطوير البنية التحتية للمنشآت الثقافية التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة.
مخالفات جسيمة وغياب للإشراف
خلال الجولة، رصد الوزير الحالة السيئة للمبنيين، والتي لا تتناسب مع طبيعة الأعمال المفترض تنفيذها، بالإضافة إلى وجود قصور شديد في الإشراف وغياب شبه تام للمتابعة من قبل الجهات المسؤولة.
كما كشف الوزير عن مخالفة جسيمة تتمثل في قيام الشركة المنفذة لأعمال الترميم في قصر ثقافة الطفل بالحفر سرًا لعدة أمتار داخل إحدى الغرف، مما يثير الشكوك حول كونه بغرض التنقيب عن الآثار، وذلك في غياب تام للقائمين على الموقع من فرع الثقافة والإقليم التابع للهيئة.
مقال مقترح: محافظ الدقهلية يكرم البطل الإفريقي في السباحة حاتم أشرف
إحالة مسؤولين للتحقيق الفوري
على إثر ذلك، وجه الدكتور أحمد فؤاد هنو بإحالة كل من:
- رئيس إقليم جنوب الصعيد الثقافي السابق
- المدير العام الحالي للإقليم
- مدير فرع الأقصر
- عدد من مسؤولي الإدارة الهندسية والمكتب الفني والصيانة
- مديري قصر ثقافة الأقصر وبيت ثقافة الطفل
- مسؤول الأمن بفرع الأقصر
إلى التحقيق الفوري، واتخاذ الإجراءات الإدارية والقانونية اللازمة.
تأكيد على عدم التهاون
شدد وزير الثقافة على أن الأمر يخضع حاليًا لتحقيقات النيابة العامة بالأقصر، مؤكدًا أن هذه الممارسات تسيء إلى جهود تطوير البنية الثقافية وتمثل إهدارًا للمال العام، وجدد التأكيد على أن الوزارة لن تتهاون في محاسبة أي صور للتقصير أو الإهمال، وستواصل متابعتها الدقيقة لكافة المشروعات الثقافية لضمان أعلى درجات الكفاءة والانضباط.