في تطور عسكري غير مسبوق منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية، نفّذت كييف أكبر هجوم جوي على الأراضي الروسية تحت مسمى “شبكة العنكبوت”، مستهدفةً قواعد جوية استراتيجية في العمق الروسي، مما شكل صفعة قوية للقدرات الجوية الروسية.

من نفس التصنيف: لي جاي ميونغ يقترب من رئاسة كوريا الجنوبية بعد تصدره استطلاعا للانتخابات
دمار واسع
الهجوم، الذي اعتمد بشكل رئيسي على أسطول أوكراني من الطائرات المسيّرة، استهدف أربع قواعد جوية، من بينها قاعدة مورمانسك التي تقع على بعد نحو 3000 كم من العاصمة كييف، قرب الحدود الفنلندية، وأسفر عن تدمير أكثر من 40 طائرة روسية، بما في ذلك قاذفات استراتيجية تُستخدم في شنّ ضربات صاروخية بعيدة المدى ضد أوكرانيا، بالإضافة إلى إلحاق أضرار بطائرات الإنذار المبكر الروسية من طراز A-50U، مما قلل من فعالية أنظمة القيادة والسيطرة والدفاع الجوي الروسية.
ضربة استراتيجية للثالوث النووي الروسي
من جهته، وصف الدكتور سيد غنيم، استشاري الأمن الدولي والدفاع، العملية بأنها استهداف مباشر للركيزة الجوية من الثالوث النووي الروسي، وأوضح أن فقدان نسبة تتراوح بين 20% إلى 30% من القاذفات الاستراتيجية العاملة يمثل تآكلًا كبيرًا في قدرة الردع الروسية، ويحد من قدرتها على تنفيذ ضربات استراتيجية، ويقوض مصداقية تهديداتها النووية.
تمهيد لتسليم “توروس” الألمانية
وأشار “غنيم” إلى أن نجاح العملية يُعزز من موقف أوكرانيا للحصول على صواريخ “توروس” الألمانية بعيدة المدى، التي يصل مداها إلى 800 كم، وتفوق في قدراتها صواريخ “ستورم شادو” و”أتاكمس” التي تمتلكها كييف حاليًا، ويرى أن تسليم هذه الصواريخ لن يكون مجرد دعم عسكري، بل تحولًا في السياسة الخارجية الألمانية ورسالة واضحة على تصاعد دعم الغرب لأوكرانيا.
وأكد “غنيم” أن عملية “شبكة العنكبوت” أظهرت قدرة أوكرانيا على تحقيق نتائج استراتيجية كبيرة بتكلفة منخفضة، ودون تدخل مباشر من قوات غربية، وهو ما يعزز وجهة النظر التي تعتبر أن دعم كييف ليس مجرد تضامن سياسي، بل استثمار في إضعاف قدرات موسكو الهجومية.
شوف كمان: إسرائيل تعزز عملياتها في غزة وإجلاء الجنود المصابين وسوء التغذية يؤثر على السكان
ضغط سياسي على بوتين وترمب
واختتم بقوله إن العملية لا تمثل فقط ضربة عسكرية لروسيا، بل أيضًا ضربة معنوية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي أبدى تعاليًا على لقاء زيلينسكي في محادثات السلام، كما قد تُعيد العملية حسابات بعض القادة الغربيين، بما في ذلك الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الذي شكك سابقًا في قدرة أوكرانيا على التأثير في موازين الحرب.