شهدت محافظة الشرقية، وتحديدًا في مدينة بلبيس، حدثًا إنسانيًا مؤثرًا يجسد عمق العلاقات بين الشعبين المصري والسوداني، حيث وضعت سيدة سودانية مولودتها داخل سيارة إسعاف مصرية بمساعدة الطاقم الطبي، في مشهد يعكس روح الأخوة والتكافل.

اقرأ كمان: ماذا قالت قيادات إيطاليا عن معرض «كنوز الفراعنة» خلال مؤتمر المتحف المصري؟
سيدة في العقد الثالث
كانت السيدة، التي في العقد الثالث من عمرها، تعيش مع أسرتها في مزرعة بالمنطقة، وكانت تستعد لاستقبال مولودتها، لكن آلام المخاض باغتتها بشكل مفاجئ، ولم يكن هناك من يلبي نداء الاستغاثة، فهرع زوجها، الذي لا يملك وسيلة نقل سوى دراجة نارية، بحثًا عن المساعدة حتى وصل إلى نقطة إسعاف “المصانع”، حيث كانت سيارة الإسعاف كود 1165 متواجدة.
طرق الزوج الباب بقوة، ليخرج على الفور المسعف وحيد عبد المنعم محمد وزميله فني القيادة حسن محمد حسن، اللذان لم يترددا لحظة في الاستجابة للنداء الإنساني، دون أي اعتبار لهوية المريض أو حالته الاجتماعية أو ما إذا كان لديه تأمين صحي.
فريق الإسعاف
قاد الزوج فريق الإسعاف إلى موقع الزوجة داخل المزرعة، وعلى الفور تم نقلها إلى سيارة الإسعاف تمهيدًا للوصول إلى المستشفى، لكن لم تُمهلهم اللحظات، إذ بدأت السيدة في الوضع داخل السيارة.
ممكن يعجبك: قانون العمل لا يحقق مصالح العمال بشكل كامل وفقاً لمجدي البدوي
وضعت السيدة طفلتها
تعامل المسعف “وحيد” باحترافية عالية، حيث قام بتهدئة الأم وتوجيهها، إلى أن وضعت السيدة طفلتها التي كانت بكامل صحتها، ليبدأ فورًا في قطع الحبل السري وتجفيف الطفلة وتحفيزها، والتأكد من انتظام تنفسها، بالإضافة إلى متابعة العلامات الحيوية للأم.
جاء بكاء الطفلة السودانية كإعلان سعيد عن ميلادها خارج حدود وطنها، لكن وسط أيدٍ احتضنتها كأهل وأشقاء، لم تكن هذه الواقعة مجرد حالة إسعاف طارئة، بل كانت رسالة إنسانية تجسد ما تكنّه مصر من محبة واحتضان لأشقائها.
الطاقم الطبي بالإسعاف
أكد بيان الهيئة أن ما قام به الطاقم الطبي بالإسعاف يعكس أن شريان النيل الذي يربط مصر والسودان لا يجري فقط بالماء، بل بروح الوحدة والتكافل، وتأتي هذه الحادثة ضمن سلسلة من القصص الإنسانية التي تسطرها هيئة الإسعاف المصرية على مدار 123 عامًا من العطاء والخدمة.