خبير: اقتراب التوافق المصري الإيراني في القضايا الإقليمية وتطبيع العلاقات بشكل كامل

صرح أسامة حمدي، محلل الشئون الإيرانية، خلال زيارته لعباس عراقجي للقاهرة اليوم، بأن هناك تقاربًا مصريًا إيرانيًا بعد السابع من أكتوبر 2023، حيث أشار إلى أن هذا التاريخ شهد تغييرًا في الأوضاع الإقليمية وموازين القوى، مما أدى إلى تآكل نفوذ إيران في المنطقة وإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط.

خبير: اقتراب التوافق المصري الإيراني في القضايا الإقليمية وتطبيع العلاقات بشكل كامل
خبير: اقتراب التوافق المصري الإيراني في القضايا الإقليمية وتطبيع العلاقات بشكل كامل

تقارب مصري – لمواجهة الهيمنة والتوسع الإسرائيلي

وأضاف “حمدي” في حديثه مع “نيوز رووم” أن إيران بعد السابع من أكتوبر أدركت أهمية التنسيق مع مصر بشأن قضايا المنطقة، لمواجهة الهيمنة والتوسع الإسرائيلي، خاصة بعد استباحة عدة دول عربية واحتلال جبل الشيخ ومناطق في محافظة القنيطرة، بالإضافة إلى تدمير الجيش السوري عقب سقوط نظام الأسد.

وأكد محلل الشئون الإيرانية على وجود توافق بين البلدين لوقف الهيمنة والعربدة الإسرائيلية، ووقف الاعتداءات على سوريا ولبنان، وإنهاء الحرب على قطاع غزة، مشيرًا إلى أن هذا هو أكبر ملف يجمع بين مصر وإيران.

تطبيع كامل في العلاقات بين مصر وإيران

وفيما يتعلق بإمكانية تطبيع العلاقات بين مصر وإيران، فقد وضعت مصر شروطًا للوصول إلى هذه المرحلة، حيث كانت أبرزها توقف إيران عن التدخل في الشئون العربية واحترام سيادة الدول العربية.

وذكر أسامة حمدي أنه بعد الضغوط التي تعرض لها المحور الإيراني في المنطقة وتراجع نفوذه، بدأت إيران في تخفيف بعض سياساتها التدخلية واتبعت استراتيجية للانفتاح على دول المنطقة، حيث حسنت علاقاتها مع السعودية وفتحت قنوات مع دول الخليج، مما دفعها للسعي لتحسين العلاقات الدبلوماسية مع مصر، وهو الأمر الضروري لمواجهة إسرائيل، متوقعًا أن يكون “تطبيع العلاقات الكامل بين مصر وإيران قريب المنال”.

العلاقات التجارية الاقتصادية

وفيما يخص العلاقات التجارية والاقتصادية بين مصر وإيران، أوضح أنه قد توجد فرص للتعاون في مجالات غير خاضعة للعقوبات الدولية، خاصة في الصناعات التحويلية مثل المنسوجات، مشيرًا إلى إمكانية تبادل تجاري وخبرات بين القاهرة وطهران في المستقبل، خاصة أن إيران قد وطنت العديد من الصناعات في ظل العقوبات وقد تسعى للاستفادة من التجربة المصرية في البنية التحتية.

الموقف المصري من المفاوضات النووية

وتطرق أسامة حمدي في حديثه مع “نيوز رووم” إلى موقف مصر من المفاوضات النووية الجارية بين إيران والولايات المتحدة، حيث أكد أن مصر تهتم بعدم اندلاع حرب شاملة في المنطقة، وأن هذه المفاوضات تصب في مصلحة مصر لتهدئة الأوضاع الإقليمية واستقرارها.

وأضاف أن مصر ترفض توجيه أي ضربة عسكرية لإيران، حيث إن ذلك قد يؤدي إلى اندلاع حرب شاملة تضر دول الإقليم، خاصة دول الخليج، مما سينعكس على أسعار البترول وتعطل الممرات المائية.

وأشار إلى أن من مصلحة مصر التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران يمكن أن يحد من المشروع النووي الإيراني، ويضمن الالتزام بمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، مع ضرورة تجنب نشوب صراع واسع يكون فيه الجميع خاسرين، مشددًا على أن مصر قد تدفع إيران لإبداء مرونة في المفاوضات النووية للتوصل إلى اتفاق.

أزمة الملاحة في البحر الأحمر

وبخصوص أزمة الملاحة في البحر الأحمر، أوضح أن هجمات جماعة أنصار الله الحوثي المدعومة من إيران قد أضرت بمصر، إلا أن القاهرة رفضت المشاركة في توجيه أي ضربة عسكرية مع الولايات المتحدة رغم الضغوط، مؤكدة أن انتهاء الأزمة يرتبط بوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وأكد أن رفض مصر الانجرار وراء الولايات المتحدة وتوجيه ضربات ضد الحوثيين، ورفضها عسكرة البحر الأحمر ووجود حاملات الطائرات الأمريكية، يعزز من تقاربها مع إيران، مما يعتبر “رصيد ثقة لدى الإيرانيين تجاه مصر”.