كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن الهجوم الأوكراني الجريء الذي أسقط أكثر من 40 طائرة حربية روسية في عمق الأراضي الروسية، والذي أُطلق عليه اسم “”، استغرق التخطيط له نحو 18 شهراً، ما يجعله أكبر ضربة تُوجه منذ بدء الحرب ضد أسطول القاذفات بعيدة المدى الروسي.

اقرأ كمان: ذعر في أستراليا بسبب اشتباكات دامية بالسواطير بين العصابات المسلحة
تفاصيل الهجوم والتكتيكات المستخدمة
استهدفت الطائرات الأوكرانية قواعد بيلايا، إيفانوفو، دياجيليفو، وأولينيا الجوية، التي تضم طائرات عسكرية روسية بعيدة المدى، وذكرت مصادر في الاستخبارات الأوكرانية أن الهجوم اعتمد على استخدام طائرات مسيرة بحرية وأخرى مسيرة للقصف بعيد المدى، حيث تم نقل طائرات رباعية المراوح صغيرة الحجم إلى داخل الأراضي الروسية، ثم تم إخفاؤها في حاويات خشبية متنقلة أُعدت مسبقاً للهجوم.
مقال له علاقة: تحول في الاستراتيجية الأمريكية بتقليص القواعد العسكرية في سوريا
عند لحظة التنفيذ، فُتحت الحاويات عن بُعد، وانطلقت أسراب الطائرات المسيرة لتعقب أهدافها بدقة عالية.
الأثر العسكري
وصف جاستن برونك، الباحث في المعهد الملكي للخدمات المتحدة بلندن، الضربة بأنها “موجعة” للغاية لقدرة الطيران الروسي بعيد المدى، مؤكدًا أن القوات الأوكرانية نفذت أعنف ضربة على أسطول القاذفات الروسية منذ بدء الحرب.
من جهتها، أشارت «وول ستريت جورنال» إلى أن خسارة عشرات الطائرات الحربية بعيدة المدى، والتي تمثل العمود الفقري للقوات النووية الروسية، ستلحق أضراراً كبيرة بالقدرات العسكرية لموسكو، خصوصاً وأن روسيا لم تعد تصنع الطرازات المتضررة مثل Tu-95MS وTu-22M3.
تداعيات الهجوم على القدرات الروسية
وفقاً لقاعدة بيانات Military Balance+ التابعة للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية بلندن، كانت روسيا تمتلك قبل الهجوم 54 طائرة من طراز Tu-22M3 و58 من طراز Tu-95M، إلا أن العديد منها قديم ويستخدم كقطع غيار.
المحلل جورج باروس في معهد دراسات الحرب أكد أن تعطيل هذه الطائرات يُضعف بشكل كبير القدرة الروسية على تنفيذ الغارات الجوية المعقدة التي تعتمد على ضرب الدفاعات الأوكرانية بطائرات مسيرة وصواريخ يصعب اعتراضها، مضيفاً أن “قتل الرماة أفضل من اعتراض السهام” كاستراتيجية لإضعاف الخصم.
يمثل هذا الهجوم مرحلة جديدة في الصراع المستمر بين موسكو وكييف، ويبرز التطور الملحوظ في قدرات القوات الأوكرانية على تنفيذ ضربات عميقة وموجهة بدقة في قلب الأراضي الروسية، ما قد يؤثر بشكل كبير على مسار الحرب في الفترة القادمة.