إنقاذ رضيع يبلغ من العمر 3 أيام من ناسور قاتل في مستشفى الخانكة التخصصي

في حدث طبي استثنائي يجسد التعاون بين التخصصات الطبية والدقة في التدخل الجراحي، تمكن فريق طبي بمستشفى الخانكة التخصصي من إنقاذ حياة رضيعة حديثة الولادة لم يتجاوز عمرها الثلاثة أيام، حيث وُلدت وهي تعاني من ناسور رغامي مريئي من النوع C (Tracheoesophageal Fistula – Type C)، وهو عيب خلقي نادر يهدد حياة الطفل منذ اللحظة الأولى.

إنقاذ رضيع يبلغ من العمر 3 أيام من ناسور قاتل في مستشفى الخانكة التخصصي
إنقاذ رضيع يبلغ من العمر 3 أيام من ناسور قاتل في مستشفى الخانكة التخصصي

ولادة بحالة حرجة

جاءت الطفلة إلى الحياة وهي تحمل في جسدها الصغير خللاً معقدًا يتمثل في قناة غير طبيعية تربط بين المريء والقصبة الهوائية، ما أدى إلى اختلاط الطعام والسوائل مع مجرى التنفس، مما عرضها لخطر الاختناق الفوري وصعوبة في التنفس، وهو ما استدعى تدخلاً جراحيًا عاجلاً لا يقبل التأجيل.

فريق طبي يستنفر لإنقاذ الحياة

استجاب فريق مستشفى الخانكة التخصصي بسرعة وكفاءة، حيث تم تجهيز غرفة العمليات فور تشخيص الحالة، لتبدأ واحدة من أكثر الجراحات تعقيدًا في طب الأطفال، استمرت العملية عدة ساعات، تم خلالها فصل الناسور بدقة متناهية، ثم إعادة توصيل المريء بشكل آمن، وهو إجراء يعد من أدق الجراحات نظرًا لصغر حجم الأنسجة وخطورة الحالة.

قاد الجراحة الدكتور محمد ماجد، استشاري ومدرس جراحة الأطفال، بمشاركة الدكتور عواد محمد عواد، أخصائي جراحة الأطفال، وتحت إشراف نخبة من المتخصصين في التخدير لحديثي الولادة، تضمّن الدكتور أحمد تركي، والدكتور سامح عاطف، بمساعدة الطبيب المقيم الدكتور أحمد عطا الله.
وقد أُجريت العملية بدقة عالية، مُنحت نجاحًا لافتًا عزز ثقة الطاقم الطبي في قدراتهم، وأكدت إمكانيات المستشفى في التعامل مع الحالات النادرة.

رعاية مكثفة ومراقبة دقيقة

بعد العملية، نُقلت الطفلة إلى وحدة الحضانات حيث أُخضعت لرعاية مركزة، بدأت بجهاز تنفس صناعي، ثم جهاز “سيباب”، حتى استقرت تدريجيًا على الهواء الطبيعي داخل المحضن.
أُجري تصوير إشعاعي باستخدام الصبغة لتأكيد نجاح التوصيل الجراحي، وتابع الفريق الطبي الحالة على مدار الساعة، مقدمًا الرعاية التغذوية والتنفسية المثلى لمنع حدوث أي مضاعفات.

خرجت الرضيعة من المستشفى

ذكر بيان المستشفى أنه مع استمرار التحسن واستقرار المؤشرات الحيوية، خرجت الرضيعة من المستشفى وسط فرحة غامرة من أسرتها، ورضا طبي كامل عن تطورات الحالة، في ختام رحلة علاجية معقدة بدأت بخطر داهم وانتهت بنجاح طبي يستحق الإشادة.

تجسد هذا النجاح بفضل تكامل الجهود الطبية وتعاون جميع الأقسام داخل مستشفى الخانكة التخصصي.
 

أشرف على المتابعة ما بعد الجراحة الدكتور محمد يوسف، رئيس قسم الحضانات والأطفال المبتسرين، بمشاركة الفريق الطبي المكون من الدكتور محمد الحجار، والدكتورة عزة رضوان، والدكتور محمود عبده، والدكتور محمد أبو نار.
أسهم قسم الأشعة، بقيادة الدكتور محمد صابر، في توثيق مراحل التعافي بدقة، وقدم قسم المعامل الطبية، بإشراف الدكتورة إيمان بشير، دعماً تحليليًا متواصلًا.
وكان لفريق التمريض الدور المحوري في نجاح الخطة العلاجية، سواء داخل غرفة العمليات أو وحدة الحضانات، بقيادة الممرض رضا عبد المنعم عباس، والممرضات صفاء نبوي، إيمان حسين، عزة محمد بنور، ومنة الله حجاج، إضافة إلى فريق حضانات متخصص ضم إسراء رزق، أميمة جمعة، أحمد عاطف، عبد الله داوود، زينب علي، وأحمد أمين.

مستشفى الخانكة التخصصي في خدمة المواطن

من جانبه، صرح الدكتور سيد سليمان أن المستشفى يشهد تطورًا مستمرًا في تقديم خدماته الطبية الشاملة، حيث تعمل العيادات الخارجية يوميًا من الساعة الثامنة صباحًا حتى الثامنة مساءً، وتمتد خدمات التخصصات الأساسية حتى الواحدة بعد منتصف الليل، بما يشمل الأعياد والعطلات الرسمية.

وأضاف أن المستشفى يضم معمل تحاليل طبية متكامل يعمل على مدار الساعة، إلى جانب خدمات الأشعة بجميع أنواعها، بما فيها الأشعة المقطعية والماموجرام، ويستمر قسم الطوارئ وقسم الكلى الصناعية في العمل على مدار 24 ساعة، مع إمكانية استقبال الحالات الطارئة، بما في ذلك الغسيل الكلوي الفوري.

أشار إلى أن وحدة الحضانات تحتوي على 13 حضانة مجهزة، ويضم قسم الرعاية المركزة 28 سريرًا مجهزًا لحالات الطوارئ والحرجة، بالإضافة إلى 4 غرف عمليات نموذجية تعمل على مدار اليوم.

وأكد أن أقسام الأسنان والعلاج الطبيعي والتأهيل تقدم خدماتها يوميًا من الثامنة صباحًا حتى الثامنة مساءً، في إطار خطة شاملة للارتقاء بالخدمات الصحية في المنطقة.