قطعة أثرية نادرة تمثل أول نموذج للطائرة في التاريخ بالمتحف المصري بالتحرير

يعرض المتحف المصري في التحرير قطعة أثرية استثنائية، وهي نموذج خشبي لطائر مصنوع من خشب الجميز.

قطعة أثرية نادرة تمثل أول نموذج للطائرة في التاريخ بالمتحف المصري بالتحرير
قطعة أثرية نادرة تمثل أول نموذج للطائرة في التاريخ بالمتحف المصري بالتحرير

وأفادت صفحة المتحف بأن هذا الطائر يمثل رغبة المتوفى في التحليق كالصقر والصعود إلى السماء لمرافقة إله الشمس والانضمام إلى أسلافه، كما ذُكر في العديد من النصوص الجنائزية.

تلك القطعة التي وصفها بسام الشماع، المؤرخ المعروف، يمكن العثور عليها في القاعة 22 العلوية من المتحف المصري في التحرير، وهي واحدة من القطع الأثرية النادرة المتبقية في المتحف.

وأشار إلى أنها تجسد الفكرة الأولى للطائرة، حيث يبدو أن المصري القديم حاول محاكاة شكل الطائر، ويبقى السؤال، هل حلق هذا الشكل أم لا؟

المتحف المصري في التحرير

يعد المتحف المصري بالتحرير، الذي يقع في قلب القاهرة، منارة ثقافية وتاريخية عالمية، وأحد أقدم وأهم المتاحف الأثرية في الشرق الأوسط والعالم، فقد افتتح المتحف أبوابه للجمهور في عام 1902، ليصبح مستودعاً لا مثيل له لكنوز الحضارة المصرية القديمة، جامعاً تحت سقفه مجموعة هائلة تتجاوز 180 ألف قطعة أثرية، تغطي فترات زمنية تمتد من عصور ما قبل الأسرات وحتى العصرين اليوناني والروماني.

ترجع فكرة إنشاء المتحف إلى أوائل القرن التاسع عشر، مع تزايد الاهتمام بالآثار المصرية والحاجة إلى حمايتها من السرقة والتهريب، وقد مرت المقتنيات الأثرية بعدة مراحل وتنقلات قبل أن تستقر في مبناها الحالي الأيقوني، الذي صممه المهندس الفرنسي مارسيل دورونو.

يتكون المتحف من طابقين رئيسيين، حيث يضم الطابق الأرضي الآثار الثقيلة مثل التوابيت الحجرية الضخمة، والتماثيل العملاقة للملوك والآلهة، واللوحات الجدارية، بينما يحتوي الطابق العلوي على المقتنيات الأخف وزناً والأكثر دقة، بما في ذلك كنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون المذهلة، والتي تشمل قناعه الذهبي الشهير، وتوابيته، ومجوهراته، ومقتنياته الجنائزية التي عُثر عليها في مقبرته الكاملة، كما يضم الطابق العلوي المومياوات الملكية، والبرديات، والحلي، وأدوات الحياة اليومية التي تعكس براعة المصريين القدماء وفنونهم.

لا يقتصر دور المتحف المصري بالتحرير على كونه مجرد قاعة عرض، بل هو مركز علمي وبحثي هام، ساهم في تخريج العديد من علماء المصريات البارزين، ويعزز الوعي بالحضارة المصرية العريقة، وعلى الرغم من افتتاح المتحف المصري الكبير بالقرب من الأهرامات لنقل جزء كبير من المجموعات الأثرية إليه، إلا أن المتحف المصري بالتحرير سيظل يحتفظ بمكانته كمعلم تاريخي وثقافي فريد، وسيستمر في عرض مجموعة مختارة من روائع القطع الأثرية التي تجسد عظمة مصر القديمة.