ارتفاع إنتاج النحاس عالميًا إلى 22.36 مليون طن متري وفقًا لمعلومات الوزراء

أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء تقريرًا تحليليًا شاملًا حول مستقبل النحاس، موضحًا دوره المحوري في الاقتصاد العالمي خلال العقود القادمة، في ظل التحولات التكنولوجية والبيئية المتسارعة.

ارتفاع إنتاج النحاس عالميًا إلى 22.36 مليون طن متري وفقًا لمعلومات الوزراء
ارتفاع إنتاج النحاس عالميًا إلى 22.36 مليون طن متري وفقًا لمعلومات الوزراء

أكد التقرير أن الطلب العالمي على النحاس، المعروف بـ”الذهب الأحمر”، يشهد ارتفاعًا غير مسبوق نتيجة التحول نحو الطاقة النظيفة والاقتصاد الرقمي.

إنتاج متصاعد وطلب متزايد

أوضح التقرير أن الإنتاج العالمي للنحاس، سواء من المناجم أو من خلال التكرير، شهد نموًا مستمرًا بين عامي 1990 و2023؛ حيث ارتفع إنتاج المناجم بنسبة 142% ليصل إلى 22.36 مليون طن متري، بينما صعد الإنتاج المكرر بنسبة 145% ليبلغ 26.5 مليون طن متري، وهو ما يعكس تطورًا كبيرًا في قدرات التعدين والمعالجة على مستوى العالم.

تصدرت تشيلي قائمة الدول المنتجة للنحاس بنسبة 23% من إجمالي الإنتاج العالمي لعام 2024، تلتها الكونغو الديمقراطية بنسبة 14%، ثم بيرو بـ11%، وأشار التقرير إلى أن الدول الثلاث تشكل معًا نحو نصف الإنتاج العالمي، بينما تبرز الكونغو كقوة صاعدة بفضل احتياطياتها عالية الجودة، التي تتفوق على المتوسط العالمي.

الصين تتزعم التكرير.. وآسيا مركز الإنتاج الجديد

على صعيد التكرير، أكد التقرير أن الصين أصبحت أكبر منتج عالمي، بحصة تقدر بـ45% من الإنتاج العالمي للنحاس المكرر، مما يعزز مكانة آسيا كمركز عالمي لتكرير النحاس، كما أشار إلى نمو متواضع في حصة أفريقيا، بينما شهدت أوروبا والأمريكتان تراجعًا ملحوظًا.

في المقابل، تُظهر بيانات الاحتياطيات أن أكثر من نصف مخزون العالم من النحاس يتركز في خمس دول فقط، على رأسها تشيلي وأستراليا وبيرو، مما يمنح هذه الدول ميزة استراتيجية في ضبط المعروض العالمي وجذب الاستثمارات التعدينية.

تحديات أمام ازدهار الصناعة

رغم هذا النمو، أشار التقرير إلى أن صناعة النحاس تواجه تحديات متزايدة، أبرزها تراجع جودة الخام، وارتفاع التكاليف، وتعقيدات تطوير المناجم الجديدة، بالإضافة إلى القيود الجيوسياسية والبيئية، وتوقع التقرير أن يقفز الطلب على النحاس بنسبة تفوق 40% بحلول عام 2040، ما يتطلب استثمارات تتجاوز 250 مليار دولار لإنشاء نحو 80 منجمًا جديدًا.

إعادة التدوير: حل استراتيجي ومستدام

أبرز التقرير الدور المتزايد لإعادة تدوير النحاس كمصدر مستدام ومهم لتلبية الطلب المتزايد، مشيرًا إلى أن نحو ثلث الاستهلاك العالمي في 2023 جاء من مصادر معاد تدويرها، وتُعتبر الولايات المتحدة وألمانيا واليابان من أبرز الدول المصدّرة لخردة النحاس، بينما تُظهر دول مثل الكونغو وزامبيا تقدمًا في قدراتها على التكرير المحلي.

توصيات وسياسات مطلوبة

دعا التقرير إلى دعم السياسات التي تشجع التصنيع المحلي وتطوير سلاسل الإمداد، مع تخفيف القيود الجمركية التي تحد من إنشاء صناعات تحويلية في الدول المنتجة، كما أوصى بتسريع إجراءات التصاريح وتقديم حوافز استثمارية لتقليل فجوة العرض المتزايدة، مشددًا على أهمية الاقتصاد الدائري كمسار ضروري لتحقيق الاستدامة في القطاع.

توقعات 2025: نمو متوقع رغم العقبات

وتوقع المركز أن ينمو إنتاج مناجم النحاس بنسبة 3.5% في عام 2025، رغم إغلاق بعض المناجم الكبرى، فيما سيزيد الإنتاج المكرر بنسبة 1.6%، مع ارتفاع استهلاك النحاس المكرر بنسبة 2.7%، لا سيما خارج الصين، وأشار إلى وجود فائض متوقع قدره 194 ألف طن، لكنه يبقى عرضة لتقلبات السوق.

النحاس: ركيزة مستقبل الاقتصاد العالمي

وفي ختام التقرير، أكد المركز على أن النحاس أصبح عنصرًا أساسيًا في البنية التحتية للطاقة المتجددة، والتقنيات الرقمية، والنقل الكهربائي، ورغم التحديات، يبقى الاستثمار في التعدين، وتعزيز التدوير، وتوسيع الشراكات الدولية، عناصر محورية لتحقيق التوازن والاستدامة في سوق “الذهب الأحمر”.