شهدت واردات مصر من الغاز الطبيعي في مارس 2025 ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة تصل إلى 176.1%، مما يعكس زيادة الاعتماد على الاستيراد لتلبية الطلب المحلي في ظل تراجع الإنتاج إلى أدنى مستوياته منذ 8 سنوات، وذلك وفقًا لبيانات رسمية حديثة.

ممكن يعجبك: تحديات اقتصادية في فاتورة استيراد الوقود البالغة 2 مليار دولار شهريًا
وكشفت النشرة الشهرية لبيانات التجارة الخارجية التي أصدرها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء اليوم الإثنين 2 يونيو، أن واردات الغاز المسال وخطوط الأنابيب كانت لها دور أساسي في تغطية العجز، بينما شهدت القيمة الإجمالية لواردات السلع الأخرى انخفاضًا بنسبة 10%.
زيادة ملحوظة في واردات الغاز المسال
سجلت واردات مصر من الغاز المسال خلال الربع الأول من 2025 ثاني أعلى معدل فصلي لها منذ استئناف الاستيراد في منتصف العام الماضي، حيث ارتفعت بنسبة 2% مقارنة بالربع الأخير من 2024، لتصل إلى 1.10 مليون طن بعد أن كانت 1.08 مليون طن.
توزيع الكميات المستوردة
يناير: 0.414 مليون طن
مواضيع مشابهة: ارتفاع مفاجئ في سعر الذهب اليوم 28 مايو 2025 يثير الصدمة في بداية التعاملات
فبراير: 0.283 مليون طن
مارس: 0.404 مليون طن
تزامن ذلك مع استمرار تراجع واردات الغاز عبر الأنابيب من إسرائيل، حيث انخفضت بمقدار 74 مليون متر مكعب على أساس سنوي، لتصل إلى 2.55 مليار متر مكعب خلال الربع الأول، مقارنة بـ 2.63 مليار متر مكعب في نفس الفترة من 2024.
زيادة تاريخية في واردات النفط الخام
ساهمت واردات مصر من النفط الخام في زيادة فاتورة الاستيراد، حيث قفزت قيمتها بنسبة 366.8% في مارس مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي، وذلك في ظل توجه الحكومة لزيادة الاعتماد على المازوت لتشغيل محطات الكهرباء كبديل أقل تكلفة من الغاز الطبيعي.
في المقابل، تراجعت واردات المشتقات النفطية بنسبة 2.9% على أساس سنوي.
تحسن الصادرات وتراجع العجز التجاري
رغم الزيادة في فاتورة واردات الطاقة، حققت صادرات المشتقات النفطية نموًا بنسبة 6.3% خلال مارس، مما ساهم في رفع إجمالي قيمة الصادرات المصرية بنسبة 20.7% لتصل إلى 4.62 مليار دولار، مقارنة بـ 3.82 مليار دولار في مارس 2024.
وأدى هذا التحسن إلى تراجع العجز في الميزان التجاري بنسبة ملحوظة بلغت 38.6%، ليصل إلى 2.5 مليار دولار، مقابل 4.09 مليار دولار في نفس الشهر من العام الماضي.
يرى الخبراء والمحللون أن بيانات مارس 2025 تعكس تحولًا ملحوظًا في مزيج الطاقة المصري، مع ارتفاع غير مسبوق في واردات الغاز والنفط الخام لتلبية الطلب المحلي، وسط تحديات إنتاجية واضحة، ورغم ذلك تبقى مرونة الصادرات وتراجع العجز التجاري من الإشارات الإيجابية القليلة في ميزان الطاقة والتجارة.