أوضحت الصحفية الإيرانية فاطمة سَياحي أن الهدف الأساسي للسياسة الخارجية الإيرانية حاليًا هو الوصول إلى اتفاق نووي مع الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرة إلى أن طهران تعمل بجد لتحقيق ذلك، وأكدت سَياحي في حديثها مع “نيوز رووم” على أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه الدول العربية في هذه المفاوضات، خصوصًا مصر، التي تُعتبر لاعبًا رئيسيًا في العديد من القضايا الإقليمية والدولية.

ممكن يعجبك: خبير عراقي يسلط الضوء على ضعف الأمن الروسي بعد الهجوم الأوكراني في موسكو
التنسيق مع القاهرة
وأضافت سَياحي أن إيران تعتبر التنسيق مع القاهرة فرصة هامة في الملفات الإقليمية، خاصة في ظل المخاوف الإيرانية من تدخل إسرائيلي سلبي ضد منشآتها النووية قبل الوصول إلى اتفاق نهائي مع واشنطن، وأشارت إلى أن مصر يمكن أن تسهم بشكل بنّاء في تقليل احتمالات التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل، كما أن العلاقات الجيدة التي تربط القاهرة بواشنطن تجعلها مؤهلة للوساطة في التوصل إلى اتفاق نووي وكذلك في تحقيق وقف إطلاق النار في غزة.
تطبيع العلاقات
وفيما يتعلق بالعلاقات الدبلوماسية بين طهران والقاهرة، أكدت سَياحي أن إيران أبدت استعدادها لاستئناف العلاقات مع مصر، مُشيرة إلى أن هذا التطبيع أصبح ضرورة ملحة في ظل الأزمات الإقليمية الحالية، مثل الوضع في غزة والمساعي لتأسيس دولة فلسطينية، وقالت: “بعد زيارة مسعود پزشكيان إلى القاهرة، بدأت الأوساط السياسية في طهران تتناول إمكانية إعادة فتح السفارة المصرية، وهو ما قوبل بترحيب داخل إيران.”
ملفات عالقة
ورغم رغبة إيران في تحسين العلاقات مع مصر، أكدت سَياحي أن هناك مطالب مصرية رئيسية لتطبيع هذه العلاقات، أبرزها ضرورة عدم تدخل إيران في الشؤون العربية وتقليل نفوذها في المنطقة، وأشارت إلى أنه مع تراجع دور “محور المقاومة” الإيراني في بعض الدول العربية بعد عملية “طوفان الأقصى”، بدأت طهران تركز بشكل أكبر على قضاياها الداخلية وسياساتها الخارجية، مما قد يسهم في تهدئة الأوضاع الإقليمية.
شوف كمان: قيادي في “حماس” لـCNN يوضح شرط الحركة لإعادة جميع الرهائن خلال يوم
زيارة عراقجي
كما أوضحت الصحفية الإيرانية أن الزيارة الحالية لوزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إلى القاهرة ستتناول عدة قضايا حيوية، منها مفاوضات الملف النووي الإيراني، وبحث تشكيل تحالف إقليمي لعملية التخصيب النووي، بالإضافة إلى التنسيق لوقف إطلاق النار في غزة، كما سيتناول الجانبان تطورات العلاقات الثنائية وضرورة تعزيز التعاون بين البلدين، خاصة في ظل الظروف الإقليمية الحساسة.
الهجمات الحوثية
أما بالنسبة للهجمات الحوثية في البحر الأحمر، فقد أشارت سَياحي إلى أن القاهرة قد تثير هذه القضية مع طهران، حيث تأثرت مصر بشكل كبير من هذه الهجمات، ومع الدعم الإيراني المعلن للحوثيين، ترى طهران أنه يمكنها من خلال التنسيق مع صنعاء التأثير في قرارات جماعة أنصار الله، ولكن سَياحي أكدت أن الهجمات الحوثية على السفن في البحر الأحمر لن تتوقف إلا بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، مشيرة إلى أن تحقيق هذا الاتفاق سيُبدّد المخاوف المصرية.