روسيا تحدد شروطها لوقف الحرب في أوكرانيا بعد محادثات إسطنبول

بعد انتهاء مباحثات السلام بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول، قدمت موسكو مقترح مذكرة التفاهم الخاصة بها، بهدف إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاثة أعوام.

روسيا تحدد شروطها لوقف الحرب في أوكرانيا بعد محادثات إسطنبول
روسيا تحدد شروطها لوقف الحرب في أوكرانيا بعد محادثات إسطنبول

شروط روسيا لوقف الحرب

وضعت موسكو عدة شروط للوصول إلى سلام مع أوكرانيا، حيث اشترطت أن تكون كييف دولة محايدة، وأن تتخلى عن أي طموحات نووية، بالإضافة إلى حظر نشر الأسلحة النووية وأي نشاط عسكري لطرف ثالث على أراضيها، وفقًا لما ذكرته “RT”.

كما طالبت موسكو بتحديد الحد الأقصى للقوات المسلحة الأوكرانية والتشكيلات العسكرية الأخرى في أوكرانيا، وتحديد كمية الأسلحة والمعدات العسكرية المسموح بها، وكذلك حل التشكيلات القومية الأوكرانية ضمن القوات المسلحة والحرس الوطني.

وطالبت موسكو أيضًا بتخلي كييف عن الأراضي التي سيطر عليها الجيش الروسي وضمها إلى الأراضي الروسية، وانسحاب القوات الأوكرانية من دونيتسك ولوغانسك وزابوروجيا، والاعتراف بالسيادة الروسية على شبه جزيرة القرم، والتنازل عن أي مطالب بتعويضات عن الأضرار الناتجة عن الحرب.

إلى جانب ذلك، طالبت روسيا برفع العقوبات الدولية المفروضة عليها، واستعادة العلاقات الاقتصادية مع أوكرانيا بما في ذلك نقل الغاز.

واشترطت موسكو أيضًا إجراء انتخابات رئاسية في أوكرانيا قبل توقيع معاهدة السلام.

ولم تخفف موسكو مطالبها، إذ أن الشروط المطروحة حاليًا لم تتغير كثيرًا عن الشروط السابقة التي رفضت كييف قبولها في وقت سابق.

ويرى المراقبون أنه لا توجد احتمالية لوقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا في المستقبل القريب، خاصة وأن الطرفين يظهران استعدادًا أكبر للحرب بدلاً من السلام.

السلام مستحيل بين البلدين

ووفقًا لمجلة “فورين أفيرز”، لا تزال أوكرانيا ترفض الرضوخ للمطالب الروسية والتنازل عن أراضيها المحتلة، حيث لا يزال جيشها قويًا بما يكفي لبناء دفاع فعال والتصدي للروس، بل وتوجيه ضربات مؤلمة لموسكو أحيانًا، وكان آخرها تنفيذ هجوم دقيق بالطائرات المسيرة على قواعد جوية في العمق الروسي.

أسفر هجوم أوكرانيا الذي أطلق عليه اسم “” عن تدمير أكثر من 41 طائرة روسية واستهداف أسطول قاذفات استراتيجية في العديد من المطارات الروسية، وفقًا لما ذكره مسؤول أمني أوكراني لوكالة أسوشيتيد برس.

ويعتقد المراقبون أن السلام يعد مستحيلًا بين البلدين، لعدم وجود سبب لدى موسكو لوقف الحرب، خاصة وأنها ما زالت تتقدم، حتى لو كان تقدمها بطيئًا، بينما كييف ليست لديها مبررات للاستسلام، إذ يعتقد القادة الأوكرانيون أن أي تنازل عن جزء من بلادهم لموسكو سيؤدي في النهاية إلى خسارة البلد بأكمله، وأن ذلك لن يكون مفتاح السلام، حيث يرون أن موسكو تهدف إلى دمج البلدين، خاصة وأنها قالت قبل الحرب إنه لا مبرر لوجود دولة أوكرانية، وأن الأوكرانيين هم روس متمردون يجب إعادتهم إلى سيادة موسكو