أفاد موقع أكسيوس الأمريكي بأن الاقتراح الذي قدمته الولايات المتحدة لإيران بشأن الاتفاق النووي يوم السبت، يتضمن السماح بتخصيب اليورانيوم منخفض المستوى على الأراضي الإيرانية لفترة زمنية محددة، وهو ما يتعارض مع التصريحات العلنية من كبار المسؤولين الأمريكيين، حيث صرح مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف ووزير الخارجية ماركو روبيو بأن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم، وستطالب بتفكيك منشآتها النووية بالكامل، ويظهر الاقتراح السري مرونة أكبر بكثير في كلا النقطتين.

من نفس التصنيف: تسريح العشرات من الموظفين في إعادة هيكلة مجلس الأمن القومي بترامب
أكدت إيران مرارًا أنها لن توافق على اتفاق يحظر تخصيب اليورانيوم على أراضيها، مما شكل عقبة أمام التوصل إلى اتفاق، بينما يُظهر الاقتراح السري مرونة أمريكية في هذا الشأن.
تفاصيل المقترح الأمريكي
ووفقًا لأكسيوس، ينص الاقتراح على عدم السماح لإيران ببناء أي منشآت جديدة لتخصيب اليورانيوم، ويجب عليها تفكيك البنية التحتية الحيوية لتحويل ومعالجة اليورانيوم، كما يتضمن الاقتراح أنه يتعين على إيران وقف الأبحاث والتطوير الجديدة المتعلقة بأجهزة الطرد المركزي.
وبموجب الاقتراح الأمريكي، سيركز الاتفاق النووي المحتمل على إنشاء اتحاد تخصيب إقليمي يلبي عدة شروط، حيث لن يُسمح لإيران بتطوير قدراتها المحلية لتخصيب اليورانيوم بما يتجاوز ما هو ضروري للأغراض المدنية.
ينص الاقتراح على أنه بعد توقيع الاتفاق، ستضطر إيران إلى خفض تركيز تخصيبها مؤقتًا إلى 3%، وسيتم الاتفاق على هذه المدة خلال المفاوضات، كما ستصبح منشآت التخصيب تحت الأرض في إيران غير قابلة للتشغيل لفترة زمنية يتفق عليها الطرفان، وسيتم تقييد نشاط التخصيب في المنشآت الإيرانية فوق الأرض مؤقتًا إلى المستوى اللازم لوقود المفاعل النووي وفقًا لإرشادات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
حسب المقترح، سيؤسس الاتفاق نظامًا قويًا للرصد والتحقق بما في ذلك الموافقة الفورية على البروتوكول الإضافي للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وينص الاقتراح على أن تخفيف العقوبات لن يتم إلا بعد أن “تظهر إيران التزامًا حقيقياً” بما يرضي الولايات المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية.
من نفس التصنيف: المبعوث الأمريكي يؤكد أن سوريا جاهزة للاستثمار بعد رفع العقوبات وتشكيل حكومة جديدة
إيران تعتبر المقترح دون ضمانات كافية
من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي يوم الاثنين، إن الجانب الأمريكي لم يقدم حتى الآن ضمانات كافية بشأن موعد وكيفية رفع العقوبات، موضحًا أن طهران لا تزال تدرس الاقتراح الأمريكي، ورفض إلى حد ما ادعاء الولايات المتحدة بأن عرضها مقبول بالنسبة لإيران، على الرغم من أنه مشابه إلى حد ما للاتفاق النووي الإيراني لعام ٢٠١٥، الذي انسحب منه ترامب في عام ٢٠١٨.
من المتوقع عقد جولة سادسة من المحادثات النووية في الأيام المقبلة.
على جانب آخر، من المرجح أن يثير الاقتراح الأمريكي الجديد قلق رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي ومساعديه، الذين يضغطون بشدة على نظرائهم الأمريكيين لقبول الاتفاق الأكثر تقييدًا مع إيران، خصوصًا وأن نتنياهو لا يقبل بأقل من وقف تخصيب اليورانيوم تمامًا والتفكيك الكامل للبرنامج النووي الإيراني، فيما تشير بعض التقارير إلى إمكانية توجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية لتعطيل أي اتفاق إيراني محتمل مع واشنطن.
وقد حذر الرئيس نتنياهو من القيام بأي شيء من شأنه الإضرار بالمفاوضات، بحسب ما ذكر موقع أكسيوس.