أكد المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يوجين بيون، اليوم الثلاثاء في مؤتمر صحفي عُقد في جنيف، أن عدد الأشخاص الذين فروا منذ بداية الحرب تجاوز 4 ملايين لاجئ، وهو رقم تم الوصول إليه يوم الاثنين، مما يجعل هذه الأزمة واحدة من أسرع أزمات النزوح تصاعدًا في العالم.

مقال مقترح: ترامب يحذر نتنياهو من استهداف إيران ويشير إلى قرب التوصل لاتفاق شامل معها
وأشار بيون إلى أن النزوح الداخلي والخارجي في السودان يشمل نساءً وأطفالًا وكبار السن، حيث اضطر الملايين إلى ترك منازلهم هربًا من العنف المستمر والصراع المسلح بين القوات الحكومية والجماعات المسلحة في مناطق مختلفة من البلاد، خاصة في ولايات دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق.
النزوح.. تهديد خطير على الاستقرار الإقليمي
وحذر المسؤول الأممي من أن هذا النزوح الهائل لا يقتصر تأثيره على السودان فقط، بل يمتد ليشكل تهديدًا خطيرًا على الاستقرار الإقليمي، حيث تستضيف دول الجوار مثل تشاد وجنوب السودان وإثيوبيا والكونغو الديمقراطية أعدادًا كبيرة من اللاجئين، مما يفاقم الضغوط على مواردها المحدودة ويزيد من احتمالات تفجر نزاعات جديدة.
الأزمة الإنسانية في السودان
كما نبه إلى أن الأزمة الإنسانية في السودان تؤثر على الأمن العالمي من خلال زيادة تدفقات اللاجئين والنازحين، وتهديد خطط التنمية والجهود الدولية لمكافحة الفقر والأمراض، بالإضافة إلى التأثير على التجارة والاستثمار في المنطقة.
وطالبت مفوضية اللاجئين المجتمع الدولي بتكثيف الدعم المالي واللوجستي للسودان والدول المجاورة، من أجل تحسين أوضاع اللاجئين وتوفير الحماية الأساسية لهم، إلى جانب الضغط على الأطراف المتنازعة للعودة إلى طاولة المفاوضات ووقف إطلاق النار.
وأشار بيون إلى أن الوصول إلى المناطق المتضررة محدود بسبب الأوضاع الأمنية، ما يعيق جهود تقديم المساعدات الإنسانية، داعيًا إلى فتح ممرات آمنة للمساعدات.
وتشهد السودان حالة من الفوضى الأمنية المستمرة منذ اندلاع الصراع في أبريل 2023، ما أدى إلى مقتل آلاف المدنيين وتشريد الملايين، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية متفاقمة إذا لم يتم اتخاذ إجراءات فورية.
ممكن يعجبك: إسرائيل تتهم الأمم المتحدة بعدم النجاح في جمع المساعدات الإنسانية المتراكمة
جهود الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية
في الوقت ذاته، تستمر جهود الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية في تقديم المساعدات الطارئة، لكنها تواجه تحديات كبيرة بسبب ضعف البنية التحتية ونقص التمويل، بالإضافة إلى القيود الأمنية التي تحد من وصول فرق الإغاثة إلى المناطق الأشد تضررًا.
وقد دعت المفوضية إلى زيادة تمويل الاستجابة الإنسانية بصورة عاجلة لضمان توفير الغذاء والمياه النظيفة والمأوى والرعاية الطبية لنحو 7 ملايين شخص في حاجة ماسة للمساعدة داخل وخارج السودان، كما شددت على أهمية تعزيز الدعم النفسي والاجتماعي للناجين، خاصة الأطفال والنساء الذين يعانون من آثار الصراع المستمر.