يصوّت مجلس الأمن الدولي، اليوم الأربعاء، على مشروع قرار دولي يدعو إلى وغير مشروط لإطلاق النار في قطاع غزة، وسط تصاعد الأعمال العسكرية وتدهور الوضع الإنساني في المنطقة، ويشكل هذا القرار خطوة جديدة ضمن سلسلة من الجهود الدولية المتعثرة التي تهدف إلى إنهاء الحرب المستمرة لأكثر من ثمانية أشهر.

مقال له علاقة: ترامب يعلن عن عدم السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم بموجب الاتفاق المحتمل
صاغ هذا القرار الدول العشر غير الدائمة العضوية في مجلس الأمن، والتي تتولى عضويتها لفترة محددة تبلغ عامين، ويأتي في وقت تزداد فيه الضغوط الدبلوماسية لوقف إطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات إلى المدنيين في القطاع.
دعوة لإطلاق سراح الرهائن
يكرر مشروع القرار الدعوة للإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن المحتجزين من قِبل حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى، عقب الهجوم المفاجئ الذي وقع في 7 أكتوبر 2023 داخل جنوب إسرائيل، ويعتبر هذا البند من أبرز النقاط الخلافية بين أطراف الصراع والمجتمع الدولي.
تحذير من كارثة إنسانية
يصف المشروع الوضع في غزة بأنه “كارثي”، في ظل استمرار الحصار والانهيار الكامل للبنية التحتية والخدمات الأساسية، ويطالب القرار بـ”الرفع الفوري وغير المشروط لجميع القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة”، مؤكدًا على ضرورة ضمان توزيعها الآمن والفعّال، بما في ذلك تمكين الأمم المتحدة وشركائها من القيام بمهامهم دون أي عراقيل أو تدخلات.
نظام توزيع المساعدات محل جدل دولي
يأتي التصويت المرتقب في ظل تزايد التوتر حول آلية توزيع المساعدات، بعد أن دعمت كل من الولايات المتحدة وإسرائيل إقامة نقاط توزيع ضمن مناطق عسكرية خاضعة للسيطرة الإسرائيلية، بزعم السيطرة اللوجستية لحماس، ورغم ترويج هذا النظام كحل عملي لتسريع إيصال المساعدات، إلا أن الأمم المتحدة عبّرت عن رفضها التام له، معتبرة أنه “يخالف المبادئ الإنسانية الأساسية، ويمنح إسرائيل أداة لتحويل المساعدات إلى أداة ضغط سياسية”.
أكدت المنظمة الدولية أن الآلية الجديدة لا تقدم حلاً فعليًا للجوع المتصاعد في غزة، بل تسهم في تعقيد المشهد الإنساني، وتفتقر إلى معايير الحياد، وعدم التحيّز، والاستقلالية، التي تمثل جوهر العمل الإنساني.
دعوة لاستعادة الخدمات الأساسية
يتضمن مشروع القرار أيضًا دعوة لإعادة جميع الخدمات الإنسانية الأساسية إلى القطاع، مع التأكيد على أن هذه الاستجابة يجب أن تتماشى تمامًا مع القانون الإنساني الدولي وقرارات مجلس الأمن السابقة ذات الصلة.
شوف كمان: إيران تحذر من تدمير شامل وقائد عسكري ينبه إسرائيل من رد سريع
في ظل الانقسام داخل مجلس الأمن، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان القرار سيمرّ دون استخدام حق النقض (الفيتو) من قبل الدول دائمة العضوية، وخاصة الولايات المتحدة التي طالما دعمت إسرائيل في مواقف مشابهة.