قبلة ميلوني لماكرون تفتح أفقًا جديدًا في العلاقة المتوترة بين روما وباريس

في مشهد جذب انتباه المتابعين ووسائل الإعلام، استقبلت رئيسة وزراء إيطاليا، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بترحيب خاص خلال زيارته الرسمية إلى روما، حيث استقبلته بقبلة ودية وابتسامة عريضة عند مدخل قصر “كيغي”، مقر رئاسة الحكومة الإيطالية، وقد كانت هذه اللحظة الرمزية دليلاً على محاولة كسر الجليد بين زعيمين لطالما اتسمت علاقتهما بالتوتر منذ تولي ميلوني السلطة في إيطاليا على رأس ائتلاف يميني قومي.

قبلة ميلوني لماكرون تفتح أفقًا جديدًا في العلاقة المتوترة بين روما وباريس
قبلة ميلوني لماكرون تفتح أفقًا جديدًا في العلاقة المتوترة بين روما وباريس

مرحلة جديدة من التعاون بين روما وباريس

لم يكن هذا اللقاء مجرد بروتوكول، بل امتد لثلاث ساعات من المحادثات المغلقة، تلاها عشاء رسمي، في خطوة تعكس رغبة في إعادة بناء الجسور الدبلوماسية بين باريس وروما، ورغم الخلفيات السياسية المتباينة، خرج الطرفان ببيان مشترك أعلن عن مرحلة جديدة من التعاون بين البلدين في إطار المشروع الأوروبي.

تحالف أوروبي

أكد البيان الختامي للاجتماع أن “إيطاليا وفرنسا، بوصفهما دولتين مؤسستين للاتحاد الأوروبي، تعتزمان تعزيز التزامهما المشترك من أجل أوروبا أكثر سيادة وقوة وازدهارًا، وقبل كل شيء، من أجل السلام”.

كما أشار إلى “توافق قوي بين البلدين بشأن أجندة التنافسية الأوروبية”، في ظل تصاعد التحديات الاقتصادية والاستراتيجية التي تواجه الاتحاد.

واتفق الطرفان على عقد قمة ثنائية رفيعة المستوى في فرنسا مطلع عام 2026، في خطوة سياسية مدروسة لتعزيز العمل الثنائي، بعد شهور من المواقف المتضاربة والانتقادات المتبادلة بشأن قضايا مثل الهجرة والاقتصاد والدور الأوروبي.

قبل الزيارة، حاول قصر الإليزيه ضبط التوقعات بالإشارة إلى أن الهدف من الزيارة هو “التأكد من قدرتنا على المضي قدمًا معًا في القضايا الأساسية”، ومن جانبها، أقرت ميلوني في تصريحات سابقة بوجود “اختلافات” في الرؤى مع باريس، لكنها أكدت أن هذه التباينات لا ترقى إلى “مشكلات شخصية” مع ماكرون، وهو ما تجلى بوضوح في دفء الاستقبال وصيغة البيان المشترك.

من التنافر إلى التنسيق

لم تكن العلاقة بين ميلوني وماكرون يومًا سهلة، خاصة مع تموضع ميلوني اليميني المحافظ ومعارضتها لعدد من السياسات الأوروبية الليبرالية التي لطالما دعمها ماكرون، ومنذ إعادة انتخاب ماكرون في 2022 وظهور ميلوني كأول امرأة ترأس الحكومة الإيطالية، بدت العلاقة بين الجارين مثقلة بالخلافات، لا سيما في الملفات المتعلقة بالهجرة والسياسات الاقتصادية الأوروبية.